​لماذا يُهمش دور الاتحاد الاوربي في حل الأزمة اليمنية؟

> تشكل الأزمة اليمنية خطرًا جسيمًا على المنطقة والعالم، وعلى خلفية الصراع اليمني تزدهر المنظمات المتطرفة فضلاً عن تقويض الأمن البحري في خليج عدن وبحر العرب، وهما شريانا نقلٍ حيويان.
إن ضعف السياسة الخارجية للبلاد الناتج عن الحرب وعدم القدرة على اتخاذ قرار داخلي موحد وعدم توضيح خطوط المصالح الإقليمية والدولية في اليمن، جعل المواقف الخارجية الدولية منهارة في قضية حل الأزمة اليمنية.

حصرت الدبلوماسية اليمنية الأزمة اليمنية بأطراف محدودة بعيداً عن التعددية في المصادر الدولية لحل الأزمة.
صحيح أن التعددية الدولية اليوم في حالة سيئة، وتواجه ممارساتها المعتادة ومبادئها الأساسية العديد من التحديات بدءًا من الخطاب الأحادي الجانب المنبثق من العديد من قادة الدول في جميع أنحاء العالم الذي تحول إلى أزمة عميقة للعديد من المنظمات والأنظمة المتعددة الأطراف على المستويين العالمي والإقليمي للسياسة العالمية، إلا أن ذلك لا يعفي القائمين على السياسة الخارجية اليمينة من التوقف في تنوع المصادر الخارجية الداعمة لحل الأزمة اليمنية وعدم البقاء على النسخ الإقليمية والدولية المتكررة.

 على الرغم من حقيقة أن التغيير في قيادة الدولة العليا في اليمن بعد بداية الربيع العربي جاء بعد سيناريو أكثر ليونة مقارنة بليبيا أو سوريا، إلا أن الفترة الانتقالية هنا لم تتوج باستقرار الوضع السياسي والاقتصادي وبداية إصلاحات منهجية، والسبب تأثر أسس النظام السياسي للجمهورية اليمنية إلى حد كبير بالعامل القبلي والمذهبي والحزبي الضيق، وهذا واضح في تفضيل السياسيين والدبلوماسيين اليمنيين إلى تحويل المسؤولية عن مشاكل البلاد إلى بعضهم البعض، متهمين خصومهم بتقويض عمل المؤسسات المتعددة والضعيفة الحكومية بشكل مباشر أو غير مباشر دون أدنى تقييم للأوضاع الجيوسياسية الداخلية لليمن ومنطقة الشرق الأوسط  والخليج، ومشاكل العلاقات العربية البينية والمصالح والأزمات الإقليمية والمشاكل الأمنية الدولية.

الاتحاد الأوروبي أحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة العالمية مع مصالح ومسؤوليات كبيرة فيما يتعلق بالأمن الإقليمي والعالمي، وفي إطار سياسته الخارجية المشتركة يعمل الاتحاد الأوروبي كصوت موحد في القضايا الدولية الرئيسية، كما يمتلك الاتحاد الأوروبي مجموعة أدوات مؤثرة واسعة النطاق للسياسة الخارجية، لكن التهميش المتعمد لبرامج بحث حلول الأزمة اليمنية بإشراك الاتحاد الأوروبي من داخل اليمن غير مفهوم، مع من المفروض منذ بداية الأزمة كان يجب أن يكون الاتحاد الأوربي أحد الأوراق الاستراتيجية الأهم لليمن.

الاتحاد الأوروبي يشجع التحول الديمقراطي الشفاف، ويلعب دورًا مهمًا في عملية السلام في الشرق الأوسط وفي الدبلوماسية مع إيران وفي تعزيز الاستقرار في غرب البلقان، بما في ذلك كوسوفو، ولدى الاتحاد الأوروبي أفراد عسكريون وضباط شرطة وقضاة يساعدون في إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار في الكثير من البلدان والمناطق حول العالم أثناء النزاعات وبعدها، لكن سياستنا ودبلوماسيتنا الهشة والمشتتة جعلت الاتحاد الأوروبي يتمترس خلف الموقف الأممي الذي لا يهش ولا ينش بشأن الأزمة اليمنية، ويستمر في التعامل مع الشؤون الإنسانية اليمنية فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى