غار "تَيَه" في المهرة يتعرض للتخريب والاقتلاع

> الغيظة «الأيام» خيوط:

>
  • ​تخريب جداريات كاملة من النقوش بأدوات الحفر..
كشف مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث عن صدمته من عملية التخريب التي تعرض لها غار "تَيَه" التاريخي الواقع في وادي "شعيت" بمديرية حات أكبر مديريات محافظة المهرة (شرق اليمن) مساحةً وأقلّها سكانًا.
وتعرضت جداريات كاملة من النقوش في الغار للتخريب والاقتلاع بفعل فاعل، وباستخدام أدوات حفر وتقطيع بـ "الدريل"، لتُطمس بذلك معالم مهمة حول تاريخ هذا الغار وتاريخ المنطقة الواقع فيها، والمهرة أجمع، حيث كُتبت بعض هذه النقوش الجدارية بخط المسند البدائي، وربما بعضها بالخط الثمودي.

واستنكر مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث مثل هذه الأعمال اللا مسؤولة والمتخلفة، ودعا الجهات المختصة في المحافظة ممثلة بمكتب الثقافة والهيئة العامة للمتاحف والآثار والسلطات المحلية في المديريات للقيام بواجباتها في الحفاظ على هذا الإرث، وردع من تسوّل له نفسه تخريب آثار ونقوش محافظة المهرة بدافع الجشع والكسب السريع.

كما دعا المركز الذي رافق الفريق العماني الجيولوجي خلال زيارته الاستكشافية لمحافظة المهرة، لدراسة الكهوف والمغامرات فيها، إلى حصر المواقع المشابهة، ووضع مقترح لحمايتها.
وكان الفريق العماني لاستكشاف الكهوف قد قام مع فريق من مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بزيارة لاستكشاف ما يسمى ببئر برهوت "خسفيت فوجيت" في المهرة، وقد نزل الفريق إلى قاع البئر ووثَّق السمات الجيولوجية والبيئية للحفرة بمجموعة من الصور والبيانات، كما أنه جمع مجموعة من العينات الصخرية منها.

وتحتوي الحفرة على مجموعة متنوعة من الترسبات الكهفية، وتعيش فيها مجموعة مختلفة من الكائنات الحية منها الأفاعي والضفادع والخنافس. ويصل طول بعض الصُّدوع في الحفرة أكثر من 9 أمتار.
كما تقع الحفرة على بعد 33 كم من الحدود العمانية، وتنتمي لما يُعرف جيولوجيًا بحفر الإذابة التي تتكون في الصخور الجيرية السميكة (ما يعرف بتكوين الحبشية الذي ترسب في عصر الإيوسين).

وتبدو خسفيت فوجيت كمعلم يظهر بوضوح من صور الأقمار الصناعية، ويبلغ عرض فتحتها الخارجية نحو 30 مترًا، وهي تقع بين سهول وجبال صغيرة تتكون من الصخور الجيرية، وتصب فيها مجموعة من الشراج الصغيرة، وقد ارتبطت هذه الحفرة العميقة بكثير من الأساطير التي انتشرت في وسائل الإعلام المختلفة.

يبلغ عمق بئر برهوت المزعوم 112 مترًا، ويبلغ عرضها عند السطح 30م، هذا العرض يتوسع في أسفل الحفرة ليبلغ 116 مترا، ويتباين عرض الحفرة تبعًا لقوة الصخور المحيطة بأجزائها المختلفة، إذ تتسع الحفرة نسبيًّا في الطبقات الصخرية الأقل صلابة، ومحيط الحفرة عمومًا دائري الشكل.
وعلى عمق 65 مترًا من السطح تقريبًا تنبثق المياه من جوانب الحفرة لتكوّن شلالات بديعة، وتتباين هذه الشلالات في غزارة المياه المتدفقة منها واستمراريتها، ويعد الشلال الشرقي أنشطها، في حين يتقطع تدفق المياه من الشلال الجنوبي.

مواقع ومعالم
تتميز محافظة المهرة شرقي اليمن بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، كما توجد في المحافظة عدد من المعالم والمزارات والمناطق السياحية وذلك في العديد من مديريات المحافظة، منها ميناء نشطون الواقع إلى الجنوب من مدينة الغيضة، ويرتبط بها عبر طريق إسفلتي، كما يعتبر اليوم الميناء البحري الحديث للمحافظة، ويستقبل السفن متوسطة الحجم، وتتبعه العديد من المرافق والتجهيزات الحديثة.

وهناك أيضًا مستوطنة كدمة يروب الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة الغيضة، على بعد نحو 30 كيلو مترا، وهي مستوطنة أثرية قديمة تعود إلى العصر الحديدي، وتنتشر في هذا الموقع بعض الرسوم الصخرية التي تمثل مناظر صيد وغيرها من المخربشات الصخرية التي رسمت باللون الأحمر والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي.

من المواقع الأثرية في المهرة حصن "عمريت" الذي يقع ما بين دمقوت وميناء خور الأوزن على مرتفع جبلي يشرف على البحر، ويظهر من خرائبه أنه كان محاطًا بسور تتخلّله الأبراج الدفاعية، وله بوابة يحفها من جانبيها برجان دفاعيان. أما خلف هذا السور فهناك في الوسط خرائب لمبنى الحصن أقيمت إلى جواره بركة لحفظ المياه "صهريج"، ويبدو أن الهدف الرئيس من هذا الحصن هو مراقبة السفن التي كانت تصل إلى ميناء خور الأوزن سواء أكانت تلك السفن تجارية أو سفن معادية كانت تغير في القرن السادس عشر الميلادي في فترة القرصنة البرتغالية على خطوط التجارة البحرية بين الهند والبحر الأحمر.

حصن يشغوغ
ويعد "يشغوغ" اسم حصن تاريخي في مدينة ضبوت، وهي كلمة حميرية أصيلة باللغة المهرية، ومعناها بالعربية: "قيِّم وثمين"، كما أن "يشغوغ" حصن قديم جدًّا عمره فوق 450 عامًا، وأسسه وبناه ضكين بن معيبد بن هزاع رعفيت المهري، الذي بنى إلى جانبه مسجد اسماه مسجد النور، ولـ "يشغوغ" كذلك أهمية تاريخية وهو معلم تاريخي في محافظة المهرة، إذ كان هذا الحصن قديمًا مركزًا لتجارة القوافل البرية والبحرية، مما أكسبه شهرة كبيرة في الجزيرة العربية.

ويتحدث سكان محافظة المهرة لغة خاصة بهم إلى جانب اللغة العربية، وهي لغة ساميّة قديمة منذ آلاف السنين، لكن كلماتها غير موثقة، وتتكون معظمها من الأصوات العربية.
في هذا السياق، قام مؤخرًا مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بإطلاق مشروع لحصر وتوثيق مفردات اللغة المهرية، وتنفيذ برامج تدريبية في هذا الخصوص، للتعريف بالمشروع وأهدافه في توثيق مفردات لغة تاريخية غير مكتوبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى