الصدق معدوم

> ذهبت الأخلاق حينما غاب الصدق.
فإن الصدق يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، كما جاء عن الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

كما إن الكذب يهدي إلى الفجور وأن الفجور يهدي إلى النار، لكن لم يعد أحد من التجار يحسب لآخرته حساب، وكأنهم بالفعل غير مسلمين ولا مؤمنين، نحن لا نتجنى على أحد، ولكن أفعالهم تدينهم.
لقد أصبحوا فجارًا وليس تجارًا أين أخلاق الإسلام والتي هي المعاملة (الدين المعاملة).

الصدق ذهب وذهب معه الحياء والحياء شعبة من الإيمان.

هل رأيتم تاجرًا أو مستوردًا عنده مخزون تجاري وبسعر قديم وفجأة ترتفع الأسعار بسبب هبوط العملة، مثلًا ويقوم يبيع بالسعر الجديد للبضاعة المستوردة والمخزنة بكميات كبيرة وبالسعر القديم، لا يحدث هذا إلا في بلادنا فقط، فقط في بلادنا التي يقال عنها بلاد الإيمان والحكمة وهم أهل الرحمة. إذًا هكذا هي الرحمة عندهم؟

كيف بالله تحكمون؟ وكيف بالله تصلون وتصومون؟
أيام زمان قبل الوحدة، ما كان يستطيع أحد أن يبيع موادًا سعرها قديم بسعر جديد.

يا تجار اتقوا الله لا يباع بالسعر الجديد إلا ما تم شراؤه واستيراده بسعر جديد، وهكذا هي الأخلاق والصدق مع النفس والناس وأولًا مع الله سبحانه وتعالى.
إلى متى يظل هؤلاء الفجار وليسوا تجارًا، أي والله ليسوا تجارًا أبدًا.

هل يريدون لجانًا تنزل وتحصر في كل ركن وزاوية ما هو مخزون لديهم من نفط وبضاعة متنوعة؟
إنما الأمم الأخلاق يا جماعة ولا تستقيم الحياة ولا تستمر بالجشع والطمع والبغي.

يقول أمير الشعراء في القرن الفائت احمد شوقي:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه **** فقوم النفس بالأخلاق تستقم

هل يدرك هؤلاء التجار من أعلى الهرم حتى أدناه خطورة جشعهم على الناس وعلى الدين والدنيا.
وهل يشعرون بوضع الناس، وهل لديهم ذرة من أخلاق وصدق أم أنهم تجردوا من ذلك؟

أسعار المشتقات بسببها ارتفع كل شيء حتى الإسكافي وبائع الشاي رفع السعر، وأجرة المواصلات.
أليس هذه المشتقات التي تبيعونها مخزونة من شهور وبسعر قديم في صهاريج المصافي؟

متى استوردتم من الخارج؟ وفي لحظات؟ أم أن جن سليمان عليه السلام تحضرها لكم للتو وقبل أن تغادروا كراسيكم الوثيرة؟
حقيقة بدون العودة للصدق والإيمان والإسلام والحياء فإن البلاد رايحة في الباي باي كما قيل ذات زمن.

نختمها ببيت شعري للشاعر الشعبي حكيم العواذل رحمة الله عليه السيد قاسم محمد، يقول قاسم محمد: أيش ذه من سنه؟ الصدق معدوم أما الكذب يابيسنه!
البيسنه: الشوال الصغير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى