​بكل أسف.. الخلاف حول الحرب

>
عام 1986 وصل الصحفي عبدالرحمن الراشد إلى عدن بعد أيام أحداث يناير المشؤومة ضمن مجموعة من الصحفيين العرب والأجانب الذين وصلوا إلى عدن يوم 29 يناير 1986م ومنهم الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، وهو صحفي عالمي مشهور وصاحب مقولة "عدن تحولت إلى مدينة أشباح"، ووصل الصحفيون سليمان النمر وعبد الستار الليزر وأمين رضوان وناصر قنديل وآخرون لا أتذكر أسماءهم حاليا، منهم صحفي ياباني وأسترالي وفرنسية كانت في البحرين وبريطاني وأمريكيان وصحفي إسرائيلي دخل تحت جواز لبناني لكن سلطات أمن الدولة سرعان ما كشفته بلحظتها، وأعادته عبر زورق إلى جيبوتي، لأن الطيران والمطار كأن مغلقا أمام الرحلات الجوية.

كان الصحفي عبدالرحمن الراشد قد وصل متأخرا عبر البحر من جيبوتي، مثله مثل بقية الصحفيين الذين وصلوا عدن لتغطية أحداث يناير.
يومها كنت مكلفا بمرافقة الصحفي سليمان النمر أو نشترك فريق صحفي مرافق لهؤلاء الصحفيين.

كان يرأس فريق الصحفيين الأخ محمد علي الحبيشي مدير الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية حينها، ومن بعد الوحدة ترقى إلى محافظ الضالع... والأخ محمد بحاح من الضالع وكان مديرا للإعلام في المؤسسة العامة للسياحة، وبعدها كادر في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، والأستاذ علي فارع سالم صحفي معروف ومشهود له في صحيفة أكتوبر، يجيد اللغات الإنجليزية والإيطالية والصينية.

والأخوة من أمن الدولة كلفوا بغطاء أنهم صحفيين... الأخ عبدالرحمن عبدالخالق، وعبد الحافظ حسين، وعلي طاهر، كان مترجما للإنجليزية من أمن الدولة، وأخوكم العبد لله محرر عام في صحيفة أكتوبر.
هذه توطئة واستشهاد لابد منه.

نعود للصحفي عبدالرحمن الراشد. في مقال له تحت عنوان "الخلاف حول اليمن" نشر في صحيفة الشرق الأوسط مؤخرا، وتم نشره نقلا عنها صحيفة "المصري اليوم" نشر في عددها 6218. يوم الجمعة 1/10/2021. يقول الراشد في مقاله إن شهية مفتوحة لدى بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي صوتت عليها بشأن تعديل يمنع تزويد الملكة العربية السعودية بالخدمات العسكرية واللوجستية والأسلحة الأمريكية بحجة الحرب في اليمن.

ويقول الراشد إن للقصة جوانب أخرى، وإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان طار إلى "نيوم" والتقى بالأمير محمد بن سلمان، وأنه بعد اللقاء صدر تأكيد واضح على التزام أمريكا بتقديم وسائل الدفاع عن المملكة بشكل واضح وصريح ضد الصواريخ البالستية وطائرات الدرونز الحوثية والإيرانية.
ويقول الراشد إنه على صعيد الحرب ليست هناك عمليات عسكرية جوية منذ أكثر من عام، ويقول أيضا أن الصفقة تمت.

وأضاف أن الحرب في اليمن تتجاوز الخلاف على الحكم في صنعاء لأن هناك ثلاثة أسباب:
الأول- أن السعودية مستهدفة بالحرب وليس وحدة الشعب اليمني المغلوب على أمره حيث اختارت إيران اليمن قاعدة لتهديد السعودية.

ثانيا- إن اليمن مثل سوريا وأفغانستان وغيرهما تستوطن فيهم الجماعات الإرهابية وأبرزها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهذه الحرب تحول دون تمدد هذه الجماعات والتعاون مع القوى الحوثية.
ثالثا- إن الحرب في اليمن على الحوثي الإيراني والقاعدة هي حرب بالنيابة عن العالم لمنع أيران والقاعدة من الوصول إلى تهديد الممرات البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، فقد سبق أن أصاب الحوثيون السفن العابرة بصواريخهم وألغامهم تلك السفن.

ويقول الراشد في مقاله "الخلاف حول اليمن" إن كل الاعتبارات واقعية من أرض المعركة، ويتساءل هل لدى الأمريكان الرغبة في التساهل في ترك إيران خلال الحوثي الإيراني أن تسيطر على باب المندب أو تلغم الممرات البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب.
ويقول الراشد أيضا إن نحو خمسين منظمة وجمعية تشاركت لأسباب مختلفة في دفع مشروع الحد من التعاملات العسكرية مع السعودية مستغلة تقارير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة حول الأزمة الإنسانية في اليمن.

وبكل أسف نقول: إن الحكومة الأمريكية طرف في جميع الحقائق على الأرض، وإن الحوثي يريد الهيمنة على الأرض كلها، وعلى حركة الاقتصاد، وحركة السفن التجارية والسفن الناقلة للنفط والبضائع.
الأزمة ليست مرهونة بموقف أمريكي واضح فيما يحدث داخل اليمن شماله أو جنوبه، فالقضية الجنوبية والجنوب وما يتعلق بشأنها ليس محل اتفاق بين الأمريكان والسعودية، بينما هو اتفاق يضمن للسعوديين حماية حدودهم وأمنهم. اتفاق يضمن للسعودية الاستقرار.
وليذهب اليمن، وفيه الجنوب وقضيته واعادة دولته ماقبل 1990م إلى حيث ألقت رحلها.
حينها تنتهي الحرب، وليس غير ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى