اليمن الجنوب عدن

> ليس مستحيلًا أن تكون اليمن نموذجا بالمنطقة إذا ما توفرت الإرادة الوطنية والإدارة الرشيدة من خلال وعي مواطنيها لمصلحة أجيالهم المتعاقبة، وليس صعبًا أن يكون الجنوب نموذجا إذا ما توافق الجنوبيون على صيغة مشتركة للحلول العادلة للقضايا المحورية والقضايا الأساسية وإنشاء مرجعية فكرية لهم.
بل وليس لعدن أن تكون نموذجا إلا أن تمنح أن تكون مستقلة كإقليم لوحدها أو مدينة بقانون خاص. أما كونها عاصمة مؤقتة أو عاصمة الجنوب فيمكن أن تحدد مساحة محددة لممارسة ذلك.

وللمقارنة بين إمكانية تحقيق الإرادة الوطنية والإدارة الرشيدة ووعي المواطنين للوضع اليمني وبين توفر الصيغة المشتركة وإنشاء مرجعية فكرية للجنوب وكذلك بين أن تكون عدن مستقلة كما أوضحنا أعلاه فإن الأخير الأسهل للقيام به حيث لا يحتاج أكثر من قرار رئاسي وحشد الدعم للبدء بتنفيذه بخطوات مدروسة لنموذج يتلاءم والتطلعات المرجوة.

هناك نماذج عديدة في العالم يمكن حصر أهمها وملائمة ذلك مع واقع عدن والاستفادة من خبراء لإرساء التجربة لتكون عدن لها السلطات الثلاث الخاصة بها ومنحها أكبر قدر من السلطات عن المركزية لتكون نموذجا ليس للجنوب ولا اليمن وإنما للمنطقة كونها جاهزة لذلك بحكم موقعها الاستراتيجي الهام الذي وهبها الله إلى جانب عوامل أخرى مساعدة.

وفي المقابل لابد من السعي الجاد للجنوبيين للإسراع في عقد مؤتمر عام للحوار بأفضل آلية وأدوات يمكنها ألا تستثني أحدًا باعتبارهم مواطنين جنوبيين والخروج بتلك النتائج التي تؤسس لهم عهدًا جديدًا.
أما على المستوى اليمني بشكل عام فإن الأمر يحتاج إلى استيعاب أن المصالح متداخلة محليًا وإقليميًا ودوليًا وأن التوافق على المصلحة اليمنية تمثل حجر الأساس لاستيعاب مصالح الآخرين ولتحقيق ذلك لابد من تغيير الفكر العصبوي أي كان شكله ورسم المستقبل لمصلحة الأجيال القادمة والتضحية بالمصالح الأنية.

الدوران حول الذات لا يخدم إلا شلة الفساد والفشل وبالتالي الخروج من ذلك يتطلب وعيًا اجتماعيًا من خلال نخب الفكر الجديد وطاقات كافة الأجيال وخبراتها وكفاءتها بدلًا عن اليأس والاستسلام.

*نائب وزير الخارجية السابق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى