​تساؤلات مريرة

> أمن عدن واستقرارها والجنوب بصورة عامة يمر عبر بوابة التفجيرات والأشلاء المتطايرة، فهل ذلك ما توعِدون به الأجيال الهلعة والنفوس الراجفة التي تلاشت مساحة الأمان لديها في مدارسها ورياضها، وفي مساكنها التي لم تعد حضن أمان كما كانت على مدى عقود من الماضي.
شهداء وجرحى وأنين ثكالى وملامح طفولة بائسة بعد أن غادرهم الأب أو الأخ العائل، ولا شيء يوقف المأساة التي أخذت نمطاً تصاعدياً يحمل في ثناياه وعود الممسكين بأدوات الموت وليس فيها إلا ما يعبر عن غلاظة متناهية لا تحمل للآخر إلا حزم الوعود بالتصفية والإبادة، هكذا تعلن أجندة القتلة علناً كما لو أنها تباشير أمل للأجيال وقصاصات عادلة مرجعها فتاواهم التي تجيز إزهاق الأرواح تحت أي مسميات.

هكذا يغيب صوت العقل، وتتلاشى معاني التراحم الإنساني في حلبة عداوات قطعية تحمل في مكوناتها المتشعبة أفكاراً مختلفة.
الموت هو الحصاد الذي تستقر عنده صورة دماء ذواتهم المسعورة. إنها المأساة بكل فصولها المرعبة وأشداقها الواسعة التي تفترس منا الآمال والتطلعات المشروعة بوطن معافى، فصول وخصوم وفرسان بدون معاني الفروسية، لم نرَ في فصول تاريخنا رغم ما به من فظائع بهذا المستوى من النفوس المتوثبة لفعل إزهاق الأرواح بمثل ما آل إليه الحال.

كانت نواهي ديننا عظيمة ونفوسنا رقيقة لا تقوى على فعل تلك البشاعات، وربما نقلت لنا صور التلفاز شيئاً من ذلك مما جرى ويجري في نواحي بلداننا المكلومة وفق معطيات أو مؤشرات عدة إزاء فصول ملخصة في تجاربها من تلك الفظاعات.
لا أدري إن كان البؤساء ممن أدمتهم المعاناة والفقر، واستبد بهم الجوع، وغابت عنهم الخدمات وانعدمت أمامهم سبل العمل، بحاجة إلى المتفجرات العمياء التي سيجت الحياة بكم المحاذير في أوطان فقدت عوامل استقرارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى