​هل سيصل سعر دبة البترول إلى 20 ألف ريال؟

> قبل الإجابة المباشرة والواضحة على السؤال أعلاه علينا أن نوضح أن أكبر مستخدم للوقود الأحفوري (بترول، ديزل، غاز) هو قطاع النقل بتعريفه الشامل والمفصل، والذي يتربع على قمته النقل العام للركاب، ونقصد هنا بالنقل تنقل المواطنين داخل أحياء المديرية ذاتها وما بين مديريات المحافظة المختلفة.
والملاحظ للعيان في محافظة عدن أن هذه الوظيفة الخدماتية المهمة للغاية تقوم بها مئات، بل آلاف من سيارات الأجرة المختلفة من (دبج وباصات الهايس وخلافه)، والتي تعتبر أكبر شريحة مستهلكة للوقود. ليس بسبب عددها "الفلكي" فقط، بل لأن ما يقارب 95 % منها قديمة ومتهالكة ميكانيكياً فنياً ومظهراً، مما يجعل معدل حرقها للوقود يفوق كثيراً مقارنةً بمثيلاتها الجديدة، إضافة إلى السيارات (البوابير) الملاكي الخاصة المستخدمة (Second Hand) المستوردة التي زاد عددها كثيراً لرخص أسعارها نتيجة سياسة الاستيراد غير المنظم والمفتوح على مصراعيه.

نفس المنطق والمسببات تنطبق على وسائل النقل التجارية الخاصة والعامة (البضائع، المنتجات الصناعية والزراعية.. إلخ)، والتي لها شراهة قاتلة للوقود، وبالذات مادة الديزل.
وقد شخّصنا وشرحنا أهم وأكبر مستهلكي الوقود كما هو في محافظة عدن، والذي لا تنظمه قيود أو ضوابط، عشوائي باختصار.

وأما على مستوى سلعة النفط الخام (يستخرج منه البترول والديزل) في السوق العالمي، فإن سعر البرميل منه (برنت وغرب تكساس)، فقد شهد زيادة مطردة منذ نحو 3 أشهر لعدة أسباب أهمها الآتي:
1 - التعافي الاقتصادي التدريجي من تبعات الركود والانكماش نتيجة كورونا (كوفيد 19) الذي أصاب العالم بأجمعه. هذا التعافي يعزز الطلب على النفط.

2 - بالمقابل تظهر بين الحين والآخر شحة في كميات النفط الخام المستخرجة والمنتجة، من قبل الدول المنتجة للحفاظ على الأسعار، وفي مثل هذه الحالات يقل المعروض عن الطلب فيرتفع سعر السلعة (برميل النفط).
3 - بسبب عدم اليقين الاقتصادي على مستوى العالم، فأغلب مصافي التكرير العالمية تعمل بكفاءة متدنية وتعمل بطاقة أقل مما يرفع من متوسط تكلفة منتجاتها فيما لو شغلت بكامل طاقتها المعهودة. هذه العوامل تؤثر سلباً في سعر المنتج النهائي (بترول - ديزل).

4 - عامل أساسي بنفس الأهمية هو الزيادة غير المسبوقة في أجور الشحن البحري عامة وللمنتجات النفطية المكررة خاصة، ويرجع هذا إلى الأضرار التي أصابت سلاسل التوريد على مستوى العالم بسبب فيروس كورونا.
الآن هناك سفن نقل بحري أقل مما كان قبل الجانحة.

5 - وحديثاً نقتبس بحسب وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس في تقريرها الشهري عن النفط "أسعار الفحم والغاز غير المسبوقة، كذلك الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي تدفع قطاع الطاقة والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، إلى التحول إلى النفط لإبقاء استمرارها وتواصل العمليات". انتهى الاقتباس.
6 - احتكار استيراد المنتجات النفطية.

7 - وأخيراً لدينا التدهور المخيف والمفزع في سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي الذي هو عملة تسعيرة النفط الخام أو المكرر. مزيداً من الانزلاق في سعر الصرف ينعكس بفاتورة استيراد أغلى.
- إذاً الجواب على سؤال "العنوان" أعلاه هو "نعم" إذا استمرت وتكررت وتعمقت المسببات والحالات سالفة الذكر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى