​بكائيات وخيبة وخذلان

>
ظهر الإخواني "الحسن أبكر" على حائطه في الفيس ببكائية عن إخوان اليمن (الإصلاح) وجعلهم أمة من النقاء والعطاء، ومن خالفهم دواشين وماجورون وسماسرة وخونة، يستلمون ثمن خيانتهم! وأنهم عصابة الحق التي يفتري ويتآمر عليها الجميع، وأن كل العالم حريص على طي صفحتهم لإركاع اليمن! وأن الجميع استلموا ثمن تمزيق اليمن إلا هم! في بكائية وضع مساحيق لفظية، وتوزيع تهم مألوفة، منهم قيادات وقواعد وأنصار... إلخ

 أفيقوا، طالما الكل ضدكم، حسب اتهاماتكم، فلا تجتمع الأمة على باطل! ولن تخفي اتهاماتكم أنكم حزب دنيا تلعبون بالبيضة والحجر، وتلعبون السياسة مع أساطين وشياطين العالم، تتآمرون وتغشون وتكذبون وتلفقون وتفترون وتخونون وتخوّنون وتغدرون وتخدعون وتبيعون وتشترون تحت وفوق الطاولة. لا داعي لتمثيلية النقاء.  
كانت تقديرات المقدشي للقوات الإخوانية المتمركزة في مأرب تفوق سبعمائة ألف! وفي تقديرات محافظ مأرب " العرادة" تفوق أربعمائة ألف!

فبعد هذه التقديرات، هل التوافقات أجبرتكم على أن تنسحبوا من نهم والجوف؟ وهل التوافقات أجبرتكم على أن تخذلوا العواضي والبيضاء وبلاد مراد؟ وهل التوافقات أجبرتكم على تسليم بيحان في بضع يوم وذوبان (اللواء 36، واللواء 19، واللواء 153، واللواء 163، واللواء 173) وهي أرقام يعلم الجميع أنها كانت تتبع الفرقة الأولى مدرع، وزعتموها بتسهيل من نافذين في الشرعية، والدفاع كهبات لأنصار التنظيم ووجاهاته، وألوية كثيرة غيرها، لم تكن من أجل بناء قوة تصد المد الحوثي، بل إن بعض السياسيين أشار إلى أن تلك الأرقام الهدف منها تمويه الاستخبارات السعودية بأن هناك قوة بشرية ضاربة. لقد وفت معكم ووفيتم معها بطريقتكم

من خذلكم ؟!
 لم تخذلكم التفاهمات، ولا خذلكم الجميع! خذلكم البون الشاسع بين المثال الدعوي والدنس الحركي. ستخذلكم وتطوي صفحتكم فرعونية "ما أريكم إلا ما أرى" مثالكم الحركي مع الكل مهما كانوا.
فيكفي عن صعدة اعتراف حميد الأحمر بأنها أول محافظة أسقطتها الثورة! ويكفي أنكم اتهمتم الرئيس وشرعيته بسقوط عمران، الشرعية التي تتباكون الآن دفاعا عنها، وبالتقية الحركية، تصنفون أعداءكم بميزانها، وقد تفجرون دفاعا عنها!

 أما صنعاء فما كنتم فيها رجالا، بل صرختم لسنا دولة ولا "أبو فاس" مع أنكم كنتم تفاخرون بأن لجان حماية الثورة في ميدانها تفوق سبعين ألفا، ولم تطلق عيارا في الهواء غير قوات الفرقة وقبائل "ارحبوا".
لقد كنتم شركاء لنظام عفاش أمنيا وعسكريا ومشايخيا وقبليا، وكنتم كما قال اليدومي حزبه وقت الشدة، من لحظة اغتيال الحمدي وقرانه بالعهر بقتل الفرنسيات ووضعن بجوار جثته! وما بعدها، وكنتم جزءا من أنيابه ومخالبه في تصفيات واتهامات وتلفيقات لكل القوى الوطنية، حتى صارت "لا تهش ولا تنش" مجرد مقر وصحيفة لا تحمي نفسها إلا بحمايتكم، إلى أن فجرّتم تحالفكم معه بتفجير مسجد النهدين.
أفيقوا إن بقي وقتا للإفاقة، وغيّروا ما بأنفسكم قبل أن تطلبوا من الله أن يفيق غيركم، فالله يعلم السر وأخفى، ويعلمكم أكثر مما تعلمون أنفسكم، مع ثقتي في أنكم لن تفيقوا، لأنكم تعتقدون يقينا أنكم أنتم وأنتم فقط أهل الحق، ومن سواكم أهل زيغ وظلال ...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى