سقف شعب وسقف نخب

> كانت "الثورة على بريطانيا" اللاصق والسقف الوطني للانقسامات السياسية قبل الاستقلال، وقابلها سقف مصالح نخبوية مصالحةً مع بريطانيا، ورغم مصالحهم فقد كانوا مع الاستقلال وانتصر السقف الوطني.

و "التحرير والاستقلال من اليمننة" الآن هو اللاصق والسقف الوطني للجنوبيين يقابله سقف مصالح نخب جنوبية مع اليمننة تريد فرض اليمننة لمصالحها، والخلاف الآن في الجنوب بين السقفين، لكن لا يوجد "شبر والليوي" اللذان كانا اللاصق العسكري والأمني لدولة الاستقلال عن بريطانيا، ففي كل محافظة توجد قوات من أبنائها فرضتها حالة المقاومة التي نشأت بدون مؤسسات جنوبية ناظمة لها، فحتى الحرس الرئاسي وهو عنوان الشرعية من عيال العم إلا قلة للإيهام.

لا يوجد طرف لا تبرز سمة المناطقية فيه ويخلو منها، فقد فرضتها ظروف الحرب وعليه فترويج المناطقية وتجسيمها الآن يتخادم إما مع مشاريع دولية وإقليمية لتقسيم الجنوب أو لتصفية دور مناطقيات أخرى أو تصفية مشروع الاستقلال باسم المناطقية.

إن اللاصق المستقبلي الأمني والعسكري لمشروع التحرير والاستقلال سيكون بمؤسسة تلك القوات في مؤسسة جنوبية بدءاً بالحرس الرئاسي وكل ألوية الشرعية المناطقية تحت الولاء لسقف التحرير والاستقلال، وانتهاء بالأحزمة والنخب المناطقية حد وصف الطرف الآخر، ولن تستطيع اليوم أي قوة أن تكون لاصقاً عسكرياً وأمنياً بمناطقيتها إلا بدمج الآخرين، ولن يتحقق ذلك إلا بالوقوف تحت سقف التحرير والاستقلال الذي يجمع عليه أغلب الجنوبيين، وليس تحت سقف المصالح النخبوية لبعض الجنوبيين، فالوقوف تحت سقفهم هو ضياع الجنوب ووحدة الصف هي أن تصطف النخب مع مصالح أغلب الشعب وليس العكس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى