بسط.. اعتداء.. نهب للمواقع الأثرية بلحج ما بعد 2015م

> الحوطة "الأيام" هشام عطيري

>
  • مدير الآثار: البسط طال موقعا عمره أكثر من 3000 عام ق. م
  • فريق التنقيب: موقع أثري تحول إلى تجمعات سكانية وأحواش
> تتعرض المواقع الأثرية والتاريخية في محافظة لحج لهجمة شرسة ما بعد العام 2015م حتى اليوم، أدت إلى طمس كثير من المواقع الأثرية، وتحولها إلى تجمعات سكانية، منهية إرثا بشريا وتاريخيا للعالم عمره أكثر من 3000 عام قبل الميلاد، بينما مواقع أخرى تتعرض للإهمال وعدم الاهتمام من المختصين.


*مدير عام مكتب الآثار بمحافظة لحج، عارف عبدالعزيز، أكد أن الآثار ثروة وطنية للشعب الجنوبي، يستدعى من السلطات المدنية والأمنية الوقوف مع المكتب لمنع أعمال البسط، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة جراء ما اقترفوه من جرم ساهم بضياع هذي الثروة الوطنية، لافتا إلى أن الآثار ليست مسؤولية المكتب وحده.

عارف
عارف
وكشف عارف حجم المعاناة وعدم التجاوب من الجهات الحكومية والمحلية مع مذكرات مكتب الآثار بخصوص الاعتداءات المتكررة لعدد من المواقع، وقال: "كم من رسالة وجهتها للوزير والمحافظ والأمن بخصوص الاعتداءات على المواقع الأثرية، لكن لم يتم القبض على أي شخص، وهو ما دفع -حسب قوله- إلى زيادة أعمال البسط والنهب للمواقع الأثرية نتيجة عدم تجاوب السلطات نهائيا تجاه ما يحدث من أعمال تخريب للمواقع الأثرية التاريخية.

وأعطى مدير مكتب الآثار، عارف عبدالعزيز، مثالا على هذا العبث في المواقع الأثرية، مستدلا بموقع صبر الأثري الذي يقدر عمره بأكثر من 3500 عام قبل الميلاد، الذي تعرض للبسط والبناء عليه، معبرا عن اسفه تجاه ما يحدث، في ظل عدم تجاوب السلطات مع مكتب الآثار، الذي ليس لديه الإمكانيات المالية للتحرك لمجابهة أعمال البناء والبسط في ظل مخصص يقدر بـ 17 ألف ريال شهريا، ولا مكتب للإدارة.


وأوضح مدير الآثار أنهم يتحركون بشكل شخصي، مطالبا الوزير والمحافظ والأمن بالوقوف مع المكتب وتوفير كل الإمكانيات، لتنفيذ عمله على أكمل وجه، قائلا إن وضع الآثار مزرٍ في المحافظة.


وكشف عارف عبدالعزيز وجود أكثر من 50 موقعا أثريا، أغلبها منهوبة، ولا يقدر مكتب الآثار على متابعتها إلا بوجود كل الجهات، مشيرا إلى أن أكثر عمليات النهب للأثار تعرضت لها المواقع الأثرية في أثناء الحرب، موضحا أنه تمت المحافظة على بعض الآثار التي وجدت مع بعض الأشخاص، إلا أن عدم توفر الإمكانيات المالية، وعدم صرف الإيجار أعاق تسلم تلك القطع الأثرية.


*رئيس فريق التنقيب ونائب مدير مكتب الآثار، رفعت بدوس، قال إن المواقع الأثرية تعتبر إرثا بشريا وتاريخيا للعالم كله، مشيرا إلى أن عددا من فرق التنقيب الألمانية والروسية قامت بالتنقيب في موقع صبر الأثري، الذي يعد من العصر البرونزي، وفيه أول مستوطنة بشرية، بها أول مصنع في تاريخ البشرية لصناعه الفخار، تحول إلى تجمعات سكانية وأحواش، وهو معرض للاندثار في أي لحظة اذا لم تتحرك الجهات المختصة وتحافظ على ما تبقى من الموقع الأثري الهام، مشيرا إلى أن موقع صبر الأثري مساحته 40 فدانا، حسب أحد الدكاترة الألمان الذين قاموا بالتنقيب في الموقع، لم يتبقَ منه سوى ربع فدان.

يقول رفعت: فقط خمس سنوات من التنقيب مع البعثات الروسية والألمانية في موقع عمرة أكثر من 3000 عام، مساحته 40 فدانا، لم يتبقَ منه سوى هذا الفدان الوحيد.
رفعت
رفعت


يطالب رفعت بحماية ما تبقى من الموقع وعدم البناء فيه من السلطات المحلية والأمنية مشيرا إلى أن كل المواقع الأثرية بمحافظة لحج وخاصة مديرية تبن تعرضت لأعمال بسط وبناء مساكن لقربها من مدينة عدن.

* البرفسور عبدالفتاح الشعيبي، أستاذ التاريخ الإسلامي وحضارته بجامعة عدن، دعا كل الجهات المهتمة بالحفاظ على المواقع الأثرية والمعالم، مشيرا إلى أن المكتشفات الثرية تدل على على تطور الإنسان موضحا أن هناك معالم ومواقع أثرية تتعرض للكثير من الاعتداء والبسط والإهمال.
عبدالفتاح
عبدالفتاح


دعا البرفسور عبدالفتاح السلطات المحلية إلى وضع الخطط والبرامج للحفاظ على ما تبقى من المعالم الأثرية التي همشت، وتم البسط والاعتداء عليها، وهي تعد رافدا من روافد المحافظة، يمكن أن تستخدم مزارات سياحية، لافتا إلى أن المحافظة تمتلك كثيرا من الكنوز الأثرية والتاريخية في مختلف مناطق المحافظة، على الجميع الاهتمام بها من قبل المواطنين، حول أهمية هذه المعالم والحفاظ عليها لأنها تشكل فترات تاريخية مختلفة منذ ما قبل الإسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى