رئيس الحراك الثوري: تفاهمات مشتركة مع الانتقالي حول الحوار الجنوبي

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • الانتقالي ليس وصيا وعلى قادته مكاشفة الناس إذا لديهم دعم خارجي لاستعادة دولة الجنوب أم لا
  • توصلنا إلى قواسم مشتركة في الحوار الجنوبي الجنوبي
قال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، فؤاد راشد، إن المشهد السياسي الجنوبي اليوم "مقلق للغاية". وأرجع ذلك إلى "حدوث حربين جنوبية جنوبية في 2018 و 2019، أدتا إلى تمزيق النسيج الوطني الجنوبي، مؤكداً أن الجنوبيين اليوم في أمسّ الحاجة لتفعيل مشروع "التصالح والتسامح".

وقال راشد، في حوار مطول نشره أمس الإثنين موقع (المشاهد) الإلكتروني، إنه "قطعاً لا يستطيع أي كيان وحده المضي منفرداً، فالحصانة المؤكدة لتحقيق غايات الشعب الجنوبي وتطلعاته باستعادة دولته هي بوحدة وطنية جنوبية حقيقية؛ لأننا في هذا الأمر نواجه العالم الذي يرفض التعاطف معنا لتحقيق هدفنا الذي تسعى إليه، فإن لم نكن نحن الجنوبيين على تفاهمات حقيقية يعني ذلك أننا نؤجل عقوداً من الزمن لتحقيق الهدف الجنوبي".

وحول رده على تأكيد بعثة الاتحاد الأوروبي للمجلس الانتقالي وللحراك الجنوبي بأنهم يدعمون وحدة اليمن، خلال زيارتهم الأخيرة لمدينة عدن، قال راشد: "إن ما تحدث به الوفد الأوروبي مع قيادة المجلس الانتقالي في لقائه الأخير بالعاصمة عدن حول دعمهم لوحدة اليمن ليس جديداً.

وتابع، "سمعنا هذا الكلام من الأوروبيين في أكثر من لقاء، وسمع وفد المجلس الأعلى للحراك الثوري الذي التقى بالوفد الأوروبي أيضاً هذا الكلام، وأن الأوروبيين ليسوا وحدهم من يؤكدون حرصهم على الوحدة اليمنية، فأمريكا أيضاً وروسيا بل حتى الأشقاء في الإقليم تحدثوا حول هذا الأمر، سواء المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو غيرهما من الدول".

واستدرك، "لكن في المقابل الحراك الجنوبي منذ أن انطلق في عام 2007 كان يعرف أنه سيواجه رفضاً وتعنتاً عربياً ودولياً بشأن حقه الطبيعي في استعادة دولته، ولازال مع الأسف هذا الرأي الذي أقصد به رفض استعادة شعب الجنوب لدولته يتحدث به العالم ككل".
وأضاف: "قد كنا صريحين دائماً مع شعبنا في الكشف له عن مواقف الآخرين تجاه قضيتنا، وكنا نقرر هذا الواقع الموجود، لا نكذب على شعبنا بأننا معنا حلفاء سيسهلون الانفصال واستعادة دولة الجنوب".

الاستمرار في النضال
واستطرد: "ومع هذا وذاك لا يعني موقف العالم ضد توجهاتنا أن يحبطنا أو يقلل من عزيمتنا.. علينا كجنوبيين في مكونات الحراك وفي كافة المكونات الجنوبية أن نستمر في النضال بكافة وسائله السلمية تحديداً، حتى الوصول إلى تحقيق غاياتنا، وفي سبيل تحقيق هذه الغايات مصاعب جمة مازالت في الأفق".
وتمنى رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري من المجلس الانتقالي أن يصارح شعب الجنوب في ما إذا كان لديه خط إقليمي أو دولي لا نعرف عنه يؤكد لهم الدعم المتكامل لاستعادة دولة الجنوب، أم لا.

اعتراف بالحراك الجنوبي
وعن نتائج لقائهم بالوفد الأوروبي الذي زار مدينة عدن مؤخراً قال راشد: "لقاء الوفد الأوروبي بالمجلس الثوري ومعه الحراك المشارك، هو اعتراف بالحراك الجنوبي، لا شك بذلك".
فحينما يلتقي الوفد الأوروبي الزائر للعاصمة عدن بمكون الحراك الثوري ومعه الحراك المشارك، فهذا يعني اعترافاً بأن الحراك الجنوبي حراك معترف به، وهو الأصل في القضية الجنوبية أساساً"، مؤكدا أن "اللقاء هو أيضاً رسالة واضحة بأن المجلس الانتقالي لا يملك حصرياً الوصاية على شعب الجنوب".

محاولات طمس الحراك
وعبر راشد عن امتنانه لتصريحات السفراء الأوروبيين، لأنهم حقيقة أنصفوا الحراك الجنوبي بعد محاولات يائسة من أطراف متعددة ليست محلية فقط، بل إقليمية أيضاً، لإقصائه، وطمس الحركة الثورية الوطنية الجنوبية المتمثلة بالحراك الجنوبي".
وأضاف: "نحن في المجلس الأعلى للحراك الثوري دائماً ما نؤكد على حق التعدد الجنوبي، وعلى حق التكوينات الجنوبية نؤكد على الحوار الجنوبي".

رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي قال إنه التقى بمساعد وزير الخارجية المصري، في القاهرة، "ونحن ممتنون لسيادته لأنه أفسح لنا وقتاً ليس بالقصير، وتناولنا معه مختلف القضايا، وأكيد مثل هذا اللقاء يضيف رصيداً نضالياً للحراك الجنوبي وللمجلس الأعلى للحراك الثوري"، مؤكداً أنهم أيضاً في صدد إجراء لقاءات أخرى في القاهرة قبل أن يغادر إلى الرياض.

زيارة موسكو ومصر
وكشف فؤاد راشد عن زيارة إلى موسكو مقررة منذ فترة طويلة، ولقائه بالسفير الروسي لدى مصر جاء من أجل ترتيب هذه الزيارة، وتم الاتفاق مبدئياً على أن تكون في مطلع العام القادم إن شاء الله، والزيارة لوفد من المجلس الأعلى يرأسه رئيس المجلس يتوجه بإذن الله إلى موسكو".

وعن الحوار الجنوبي قال راشد: "نحن مع الحوار الجنوبي، وقد أجرينا لقاءات متعددة قبل نحو عام وشكلنا لجنة بالتوافق مع عدد من المكونات الجنوبية على رأسها الراحل العميد علي السعدي، رحمة الله عليه، هو الذي ترأس هذه اللجنة وكان إلى جانبه العديد من الشخصيات الرائعة منهم الشيخ مناف الهتاري والقبطان جبران وآخرون إيضاً، وبوفاة العميد السعدي حقيقة توقف عمل هذه اللجنة".

وأضاف: "بالنسبة لدعوة الحوار من قبل المجلس الانتقالي فقد رحبنا بهذه الدعوة، ليس جديداً إعلاني هذا؛ لأننا فعلاً أصدرنا بياناً بالترحيب، لكن الجديد أننا تلقينا خطاباً رسمياً من لجنة الحوار برئاسة مراد الحالمي، وكنا حريصين على معرفة مدى جدية الأخوة بالمجلس الانتقالي".
وبعد وصول الخطاب، انتدبنا الزميلين د. محمد عبدالهادي رئيس الدائرة السياسية بالمجلس، والأستاذ عبدالرؤوف زين السقاف عضو رئاسة المجلس للحوار مع لجنة المجلس الانتقالي، وبالفعل أجروا ثلاثة لقاءات تشاورية وليس حواراً؛ لأن ما جرى هو عبارة عن تشاورات للوصول إلى الحوار الجنوبي، يقول راشد.

وتابع: "الواقع أن هذه اللقاءات التشاورية كانت مهمة للطرفين للمجلس الانتقالي وللحراك الثوري، حينما اكتشف الجميع أن هناك قواسمَ مشتركة ممكن أن تكوّن لعمل مشترك".
وأثنى فؤاد راشد على الشخصيات في رئاسة لجنة الحوار بالانتقالي، وعلى رأسهم الأستاذ مراد الحالمي، ونائبه أحمد عمر بن فريد، وكافة أعضاء اللجنة دون استثناء، وخبرتهم النضالية وتاريخهم في القضية الجنوبية.

توقف لجنة الحوار
غير أن راشد أشار إلى توقف عمل هذه اللجنة ولم يذكر أسباب توقف عمل لجنة الانتقالي، لكنه استطرد أن بعد إجراء هذه التشاورات هم أعلنوا أنهم سيذهبون إلى أكثر من مكان لإجراء لقاءات تشاورية مع آخرين، وبعد ذلك توقفت اللجنة.
وفيما يعتقد راشد أن اللجنة رأت في لقاءاتها سواء الرسمية أو الودية، كان تقارباً كبيراً جداً، أشار إلى أن هناك عناصر في أكثر من مكان "همهم أن لا يجتمع الجنوبيون".

ورأى فؤاد راشد أن الحوار قيمة حضارية مهمة للعمل الوطني، جازماً بأن الحوار هو الكفيل بإزالة كل عوامل التوتر بين الجميع، وقال: "ننتظر لعل اللجنة تعود لاستكمال التشاورات والوصول إلى صيغة لإطلاق الحوار الجنوبي".
وتابع: "الذي أريد أن أقوله هنا إن من دون الحوار أيضاً سيكون من الصعب على المكونات أن تلتقي، ونحن أيضاً بالمقابل لم نكتفِ بلقاءاتنا التشاورية مع الانتقالي ولم نقفل الباب إطلاقاً، فأنا موجود في القاهرة حالياً والتقي مع بالعديد من مكونات، وممكن أن نفاجئ بإعلان وطني لعدد من المكونات عن توحد ما".

علاقة الثوري بالحراك
وعن علاقة المجلس الثوري بالحراك المشارك، أكد راشد: "لدينا قواسم عديد مع الحراك المشارك برئاسة الأخ العزيز الصديق الأستاذ ياسين مكاوي، حيث أصبحنا نتفق في كثير من الأمور".
وقال، "اتفقنا على توجيه مذكرة موحدة إلى المبعوث الدولي، وأيضاً على أن نجلس مع الوفد الأوروبي، وربما قريباً تكون لنا أعمال مشتركة كثيرة، وهذا ما يؤكد أنه يمكن للمكونات أن تلتقي، ويمكن للمكونات أن تتحد إذا خلصت النوايا".

وفيما يتعلق بالجهة التي تدعم المجلس الأعلى للحراك الثوري بالمال، قال: "أما بشأن من أين يتلقى المجلس الثوري الدعم المالي، فأقول بشكل مسؤول إنه لا يوجد أي دعم للمجلس الأعلى للحراك الثوري من أي دولة ولا من أي جهة، وبعض ممن يطلقون هذه التهم هم يرتبطون بدول ويعرفون تماماً أنه لا توجد دولة تدعم المجلس الثوري، لا الإمارات ولا إيران ولا السعودية ولا قطر ولا عُمان، أيضاً حتى الشرعية التي يتحدثون عنها لا تدعم المجلس".

وتابع: "أنا أعلن هذا رسمياً، وأتمنى من الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يدعم المجلس الثوري، فهو جنوبي وأتمنى منه أن يدعم المجلس، بل واجب عليه أن يدعم الحراك الجنوبي الذي أعلن التحالف الرسمي معه ومع التحالف العربي منذ 2015، حينما أعلنا ذلك وعلقنا جميع أهدافنا، على اعتبار أننا أصبحنا اليوم في جبهة واحدة نواجه عدواً واحداً".

وتابع: "على الرئيس أن يدعمنا حتى تصير التهمة معقولة وصحيحة، أما الآن فنحن (تهمة بلا طعمة) كما يقولون، ويعرف هذا جميع الإخوة والزملاء في المجلس الأعلى بأنه لا يوجد أحد في المجلس يتسلم دعماً مالياً إطلاقاً".
وأضاف أن هناك مكونات يتسلم كل منتسبيها رواتب ودعماً مالياً يزيد عن رواتب الخبراء الاستراتيجيين والمهندسين في شركات النفط.

واختتم فؤاد راشد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي بالقول: "إن ما يتعرض له المجلس من هزات من بعض ضعاف النفوس بسبب المال، لأننا نعاني حقيقة من هذه المشكلة، لكن بفضل بعض الخيرين داخل المجلس من قياداته وأعضائه يقومون بتغطية نفقات اجتماع هنا وآخر هناك أو نشاط ميداني هنا أو نشاط ميداني هناك، وربما لأنه لا يوجد لدينا مال؛ لهذا فإرادتنا صلبة وقوية، لأن المال يفسد، وأنا لا أعتقد أن هناك ثورة حقيقية ممكن أن تكون برواتب شهرية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى