إرهاب من نوع آخر

> تعودنا فيما مضى من السنوات الماضية، لما بعد عام 90م على كل أشكال الإرهاب، وعلى الرغم من اختلاف وتعدد طرائقه في القتل إلا أنها تحمل نتيجة واحدة، هدفها تدمير المجتمع وتفكيك بنيته الاجتماعية وتماسكه ونسيجه الاجتماعي.

تعودنا على الإرهاب حين لا يفرق بين الأطفال والشباب والمرأة والعجوز، ورأينا عدم اكتراثه بالمحيطين بما ينظر إليه كهدف، ففي سبيل اغتيال شخص لا يهمهم أين ومتى ومع من سيتم استهدافه؟ سوى كان في باص أو مدرسة أو تجمع شعبي أو رياضي ويمكن أن يقدم على قتل الجميع في سبيل تحقيق هدفه وهذا حدث في أكثر من عملية إرهابية في البيضاء وحضرموت وعدن وأبين.

ما حدث في الجريمة الإرهابية التي استهدفت الزميل الصحفي محمود العتمي وقتل زوجته الصحفية رشاء الحرازي وجنينها مساء الثلاثاء في عدن، يعد قمة الغدر والقذارة والجبن والحقارة، إذ يعكس بشاعة هذا الخطر الذي يقضي على الحرث والنسل، ويبين مدى استخفاف منفذيها ومن يقف وراءهم بالمجتمع وبديننا الإسلامي الحنيف، الذي يحرم قتل النفس البريئة دون حق، فهذا النوع من الإرهاب لم نرَ مثله من قبل! إنه إرهاب من نوع آخر ينزع الأجنة من أحشاء الأمهات وقتلهن قبل رؤيتهن النور.

إن الإرهاب لا دين ولا وطن له، فهو عدو البشرية والخطر الأكبر على حياة الإنسان مهما حاول الظهور بمظهر المحب له، محاولًا رسم صورة جذابة له في عيون المجتمع، إلا أن الطبع يقلب التطبع وسرعان ما يفضحه سلوكه الدموي الإرهابي الذي لا يتردد عن سفك دماء الأبرياء بكل الأعمار من الجنسين، ليؤكد كراهيته وحقده للمجتمع.

اليوم يعود الإرهاب مجددًا ليتسيد على المشهد، وإظهار نفسه بأشكال وأنواع جديدة أكثر خطورة على أمن وسلامة أفراد المجتمع، نعم أنواع لم نألفها من قبل! هذه العودة المخيفة تستحق منا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا متوحدين لمواجهته والتصدي له، وإفشال كل مخططاته الإجرامية وعملياته الإرهابية، التي ينبذها ويرفضها مجتمعنا العدني والجنوبي المسالم، الرافض للفكر المتطرف والأعمال الإرهابية الدخيلة على مجتمعنا اليمني جنوبًا وشمالًا، فلا سبيل أمامنا للخلاص من هذا الخطر إلا بتضافر جهود الجميع لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه بكل أنواعه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى