للأسف نعيش زمن الحواه ومعروف للناس إن الحواه أهل الخفة واللعب بعيون المشاهد.

ربما استبشر الكثير من الناس وفيهم الخبراء الاقتصاديون وخبراء المال والأعمال، استبشروا بخطوة البنك الأخيرة.

ولديهم تفاؤل بتلك الخطوة، أما أنا العبدلله المسكون بالسياسة والسياسة تتلبسني ولاتنفك عني أبدًا، أنا للأسف متشائل (بين بين، لا متفائل بالمرة ولا متشاءم بالمرة).

نعم متشائل وأرجو المعذرة من القراء والمتابعين لكتاباتي من خلال صحيفتنا الرائعة صحيفة "الأيام".

متشائل لأن زمن الحواه اللاعبين بالبيضة والحجر فلا البيض انكسر ولا الحجر سقط أرضًا.

متشائل لأنهم يسارعون في الطبطبة والتكتكة ويبعثون برسائل ملتبسة ويتخذون خطوات تخفف نوعًا ما من الأعراض الجانبية والتي تنتج عن الأمراض.

ومعلوم أن لكل مرض أعراض. فهم يتجهون للتخفيف من توابع الأعراض ويتركون المرض يتسلل ويتجذر لينهش الجسم مثل دابة الأرض التي نخرت المنسأة من الداخل وبالنهاية تسقط العصا ويسقط المتكئ عليها.

لدينا مرض اسمه غياب الدولة بشكل جوهري تمامًا ولا يوجد سوى شكل غير ملائم لطبيعة الوضع الذي نعيشه.

ولدينا مرض آخر وهو تعويم العملة في زمن حرب وزمن اللا دولة بمعناها الحقيقي.

ومرض آخر وهو إلغاء دور البنك المركزي والسياسة المالية الرشيدة والصائبة.

ومرض آخر وهو الفساد والمحسوبية عند تعيين مسؤولين بهكذا ظرف صعب، مثل إدارة البنك المركزي عدن (نفترض إنه بنك مركزي ) فهؤلاء غير صالحين لهذا العمل المصرفي وإدارة بنك مركزي أبدًا.

ولدينا مرض شديد الخطورة وهو المضاربة بالعملة ومن قبل جهات في الشرعية وسلطات الحوثي، وبعض مبيضي الأموال.

عموماً الزمن هذا زمن حواه لا يذهبون إلى معالجة المرض بل يتبعون سياسة الاستثمار بالمرض وملاعبة الأعراض فقط.

قد يحس المريض (الشعب) أن حمى الأسعار انخفضت ويتفاءل ويفرح، ولكنها برهة من الزمن، ثم يستفيق على قفزة مطاطية كبيرة شبيهة بقفزات طرزان في الأدغال، لتقصم ظهره بأسعار سبعة نجوم بوسط الظهيرة.

أنا المتشائل أبرز تشاؤلي لأنني لا أثق بكل إجراءات أدوات الشرعية والتي فشلت على مدار سبع سنوات.

وأرى أن وقف الحرب نهائياً بكل أشكالها الحربية والمدنية الناعمة (تعويم ومضاربة العملة وحرب الخدمات وتوقيف الرواتب..إلخ) أراها أي (وقف الحرب نهائيا) ستكون فاتحة خير بشرط ضبطها وربطها بالحل السياسي الحقيقي والذي ينظر لفشل الوحدة السياسية من عام 1990م وما تلاها بأنها سبب ومسبب لما نحن فيه حتى اليوم .

نتمنى أن تتجه الجهود الدولية والإقليمية نحو تصويب نظرتها للمشكلة اليمنية.

ونتمنى من أبناء الجنوب أن يقدروا الظرف الذي يمر به شعب الجنوب وأرض الجنوب ويسارعون إلى وحدة الصف ولم الشمل.

نصيحة لمن يريد أن يصلح الأمور بمصداقية أن يعالج المرض ويترك العرض، لأن العرض سينتهي بانتهاء المرض.