قصة منزل يتحول لمركز تدريب حرفي

> تبن «الأيام» هشام عطيري:

>
  • سعاد.. بإمكانات هشة تنجح في تحويل منزلها لمركز تدريب حرفي
سعاد ماطر امرأة في العقد الرابع، تقطن منطقة الفيوش في تبن لحج. اعتزمت تحويل منزلها الخاص إلى ورشة لتدريب نحو 15 امرأة في مجال الخياطة والتطريز وعدد من المجالات دون مقابل، لتمكينهم اقتصاديا في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد كلها. وتسعى سعاد ماطر إلى مشاركة المتدربات كل ما تملك من مواد لعملها الخاص، الأمر الذي تؤمن أنه نموذج للمرأة المكافحة التي تحاول خدمة مجتمعها.


وتعمل سعاد ماطر بجهد لتوسيع مبادرتها الذاتية، إذ دفعها الشعور بالمسؤولية إلى نقل خبراتها، التي تصل لعقود في مجال الخياطة، إلى غيرها من النساء والفتيات.

تقول سعاد: لقد اكتشفت أن هناك نساء مبدعات، ولديهن طموح بالتدريب والتعلم في عدد من المجالات، رغم صعوبة المعيشة، وهو ما دفعني إلى فتح بيتي لهن منذ أكثر من شهرين بمنطقة الفيوش، وتضيف: "بغرض احتوائهن وتدريبيهن والعمل معا في تسويق كل ما ينتج".


وتواصل سعاد بإصرار لا متناهي تدريب النساء على اثنتين من آلات الخياطة القديمة، تقول إن واحدة ملكها، والأخرى بادرت بها إحدى المتدربات.

وشكلت مبادرة أخرى بين المتدربات لجمع المال للاستمرار في العمل وشراء الأدوات والأقمشة من خلال صندوق ادخار شخصي للبدء بتطوير أنفسهن للعمل ومواجهة ظروف الحياة.


تشير سعاد إلى أن التقويم الأولي لشغل المتدربات مشجع، رغم شح الإمكانيات. وتتمنى المواصلة في هذا المجال ومجالات عديدة أخرى تخص الحرف اليدوية الخاصة بعمل المرأة لاكتساب باب رزق تسد به احتياجات أسرهن أمام ظروف الحياة الصعبة.


وتبحث سعاد عن جهات داعمة تساعدها والمتدربات على مواصلة المشروع، مشيرة إلى أنها لم تجد أي جهة تتبنى فكرتها لتصبح من سيدات الأعمال على حد قولها.

تقول سعاد النساء المتدربات هن بحاجة ماسة إلى الدعم والتشجيع من أجل الاستمرار بهذا العمل المهني الذي يمكنهن من التأقلم مع الظروف الراهنة، وذلك من خلال الاستمرار في توفير أدوات الخياطة من الجهات المانحة أو المنظمات أو فاعلي الخير من التجار.


وتهدف سعاد من عملها التطوعي إلى إكساب المرأة حرفة يدوية تساعدها على مواجهة ظروف الحياة والخروج من الفقر، مشيرة إلى أنها حولت مشروعها الصغير إلى مشروع كبير مع هؤلاء النسوة، إلا أنها ما زالت تواجه صعوبات كبيرة وعراقيل وخاصة مع تصاعد ارتفاع الأسعار عموما، وأسعار الأقمشة وأدوات الخياطة على وجه الخصوص.


وتعبر سعاد عن سعادتها بعملها التطوعي وتحويل منزلها إلى موقع تدريب رغم شحة الإمكانيات ومساعدة نساء المنطقة في إكسابهن حرفة تساعدهم في مجابهة الحياة الصعبة.

وترى المرأة الحرفية أن محاولتها تأتي استجابة للضمير الإنساني والحي لا مجرد مبادرة تبحث عن صيت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى