دروس من لقاء "الوطأة "...ما العمل؟

> نجاح لقاء " الوطأة " كان في توافد القبائل من أسابيع أما ما جرى، أمس، فهو تتويج لتلك الوفود؛ لكن بسبب نجاح اللقاء تحاول ردة الفعل الإعلامية لأعدائه تفكيك نجاحه وامتصاصه أما ببعث خطاب مناطقي أو أن الزمن والوعي المجتمعي تغير أو أن شخصيات غابت أو بتحويل بعض تفاصيله إلى ألغام ضد المشروع الجنوبي وتوظيفه ضده.

لم يدعُ الانتقالي للقاء "الوطأة" حتى يصاب بخيبة أمل كما تمنوا ؛بل ؛ دعا للمشاركة فيه، اللقاء فعالية مجتمعية قبلية وليست انتقالية والدعوة ما جاءت باسم المؤتمر الشعبي العام حتى تكون محسوبة عليه فتكون حملة أعدائه مقبولة بأنه سيحمل القضية إلى باب اليمن؛ بل جاءت باسم قبلي وعرفه العالم والإقليم بأنه لقاء قبلي وكلنا يعرف أن الشخصيات القبلية النوعية المؤثرة في اليمن تحتاجها الأحزاب أكثر مما تحتاج هي الأحزاب حتى تكون أدوات تنظيمية لها.

القبيلة بلا علم لأن داخلها أعلام متنوعة لكن اللقاء جاء تتويج لحراك مجتمعي أيضًا بلا علم وليس حراك انتقالي، حراك مجتمعي تجمعه والانتقالي قواسم مشتركة ترفض الوضع الراهن بكل ما يعتمل فيه وتكشف قبحه وتفنّد أكاذيبه وتسعى لإزالته، هذه القواسم لابد من العمل معها أو تركها وكان خيار الانتقالي العمل فيها ومعها.

الهدف من اللقاء ليس بعث رسالة من الانتقالي بل رسالة من حراك مجتمعي وقبلي موازٍ للانتقالي ويتفق معه أما رسائل الانتقالي فقد أبلغها للعالم والإقليم قمع مليشيات التمكين الإخواني للفعاليات السلمية واقتحام ساحاتها عدا انتهاكات موثقة خلال العامين بأكثر من(1200) حالة انتهاك: ما بين عملية اغتيال وإصابة، واعتقال تعسفي وتعذيب، وانتهاكات ضد الإعلاميين، وأطفال تم اعتقالهم، وقرى قصفت بالمدفعية، ومنازل تم مداهمتها، وجنود نخبة اعتقلوا، قرارات إقصاء وظيفي...الخ.

لما احتل عفاش الجنوب أداره بالاشتراكيين الذين انظموا لمؤتمره وبموجب المنطق السياسي فإن أي جنوبي مهما كان انتماؤه فالمعيار بينه وبين الانتقالي وثائق الانتقالي فإن توافق معها فهو جزء من مشروعها سواء كان مؤتمري ناصري بعثي رابطي اشتراكي إخواني سلفي.. الخ وعلينا قبوله مثلما تقبّلنا التحاق حراكيين بركب اليمننة منهم رموز كبيرة ومنهم شعراء ظلت قصائدهم معلقات رددتها الجماهير في ساحاتها ثم نكصوا.. فهل نكصت القضية بنكوصهم؟ طبعا، لا، وعليه فإن أي جنوبي من تلك الأحزاب أو من أي فئة قبلية أو مجتمعية سيلتحق بركب مشروع الاستقلال فهو جزء منه فما جدوى أن نجعل حزبية أي جنوبي مع اليمننة لعنة تطارده وتمنعه أن يلتحق بالجنوب؟ ولمصلحة من؟

لكن في الاتجاه الآخر ستظل قوى نخبوية جنوبية لا نستطيع أن نمنعها فإن اعتزلناها فهل ذلك لمصلحة مشروعنا فالمقاطعة ستعزلنا عن سياق المجتمع وعلينا أن نعي أننا لسنا في زمن ثورات وطنية وأحزابها كانت لها قوى ترعاها وتدعمها؛ بل؛ في سياق صراعات حرب تيارات إسلامية وكيف يمكن لنا أن نصل بمشروعنا إلى آفاقه عبر تلك الصراعات لذا فمن الضرورة أن نخترق تلك القوى النخبوية ونجعلها منبرًا ورافدًا لمشروعنا لأن لها اتباع ومصالح وعلاقات تجمعنا وإياها قواسم مشتركة على قاعدة "عدو عدوي حليفي" يجب أن نخترقها لصالحنا ما لم سيخترقها أعداؤنا لصالحهم فلا نلزمهم بكل رموز وتفاصيل مشروعنا وشعاراته وشاراته بل نوسع بقدر الإمكان تلك القواسم معهم ونمتلك أدوات تحليل لقوى المرحلة ومن الأشد عداوة على مشروعنا فنتفق عليه والأقل ضررًا عليها فنحالفه فثوابت قضيتنا لن ينال منها أحد وفي العمل السياسي يكون العمل بمناورة ومكايدة ودهاء تسلب خصمنا حجته السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى