إن الهجوم على الشرعية ليس من بعض الأشقاء كما أورده بن دغر؛ بل الهجوم عليها من معظم فئات شعب اليمن وكل شعب الجنوب إلا من نخب جنوبية تحمل بيعة لليمننة حد وصفه! وهم فئات نخبوية جنوبية بلا جذور، ولو كانت لهم جذور في الجنوب لنبتت خلال سنوات الحرب شجرة اليمننة وصارت دوحة وارفة الظلال في الجنوب، لكن الصراع في الجنوب الآن هو حرب بكل الوسائل للتحرر من اليمننة أو فرضها في الجنوب.
تقليل بن دغر من هيمنة الإخوان المسلمين على شرعيته كذب بواح أو مغازلة لهم بلا خجل فمن يقلل من خطر الإخوان يغالط نفسه وشرعيته وحلفاءه، قد لا يكون الإخوان في نفس خطر الحوثي في بعض الجوانب لكنهم أخطر منه في جوانب أخرى والشرعية رهنت نفسها بالإخوان طيلة الحرب وحولوها إلى ورقة (كوتشينة) على طريقتهم "اللي تكسب به العب به".
إن ربط الحل بمقاربة الوحدة تضليل فهي المقاربة الوحيدة التي منعت النصر على الحوثي حتى الآن فنخب الشمال المتحكمة بالشرعية جعلت الوحدة ابتزاز بانسحابات التكتكة حتى أفاقوا ولم يبقَ معهم إلا القليل من مأرب، والجنوبيون قدموا مشروعهم منذ 2007 وحضرت مقاومتهم الجنوبية ضد الحوثي برايتها، ليس من أجل الوحدة مع اليمن؛ بل للتحرر والاستقلال منه.
إن جوهر الصراع الحالي ليس الوحدة فأعراض موتها بدأت مبكرًا ك"النعجة المستنسخة دوللي " التي بدأت شيخوختها في الشهر الثاني لولادتها! وكانت الحوثية أحد إفرازات أزمة موتها وكان انقلابها لعلها تحييها من الموت بصيغة طائفية "القناديل والزنابيل" لكنها فشلت.