الحديدة.. وضع عسكري يخلق تحولات جديدة بين الحكومة والحوثيين

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> خلقت التغيّرات المفاجأة للوضع العسكري في محافظة الحديدة خلال الأسبوعين المنصرمين تحولات جديدة في مسار الحرب والسلام في جبهات الصراع المسلح بين الحكومة اليمنية والحوثيين في محافظات تعز ومأرب وشبوه.

وقرأت النخبة اليمنية عملية الانسحاب المفاجئ بدون قتال للقوات المشتركة من محيط مدينة الحديدة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الانقلابية منتصف الشهر الجاري، من زوايا مختلفة، تباينت بين التخوين والتكتيك العسكري، وذهب بعض منهم بعيدا للحديث عن إمكانية أن تكون هذه العملية محصلة لإبرام «صفقة» بين إيران والإمارات.

وأوضحوا أن المستفيد الأكبر من هذه الصفقة جماعة الحوثي، حيث قطفت ثمرتها بسيطرة ميليشياتها الكاملة على المناطق التي تم الانسحاب منها، في «مقابل محتمل» وهو انسحاب ميليشيا الحوثي من المناطق الجنوبية لمحافظة الحديدة المحاذية لمدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز، إذ تتخذ منها قيادة قوات الساحل الغربي مركزا لها بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، وهي جزء من القوات المشتركة في الساحل الغربي التابعة لدولة الإمارات، ولا تخضع مطلقا لسلطة الحكومة الشرعية.

الإعلامي اليمني عبدالله دوبلة، وهو من أبناء محافظة الحديدة، قال: «أظن أن الانسحاب متعلق بالقوات المشتركة ذاتها التي كان وضعها العسكري غير مريح في محيط مدينة الحديدة، خاصة مع اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، ومع الفيتو الدولي الذي يمنع دخول القوات الحكومية إلى مدينة الحديدة، وهذا التموضع قد يعطي هذه القوات وضعية أفضل دفاعيا، على محور هذه القوات، وهو محور مدينة المخا، جنوبا».

وأضاف: «أعتقد أن أغلب هذه العمليات تتمحور حول فكرة حماية مدينة المخا، فالمواجهات الحالية المتمركزة في مناطق الخوخة وحيس وشمير المحيطة بمدينة المخا كلها تتمحور حول حماية تمركز القوات التهامية في مدينة المخا»، مشيرا إلى أن انسحاب القوات المشتركة أو إعادة التموضع أو حتى العمليات العسكرية تنطلق من هذه الفكرة.

إلى ذلك، كشف رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، وهو مستشار وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية، أن هذه التحركات العسكرية المفاجأة قد تكون في إطار إرهاصات محتملة لخروج التحالف من اليمن، فالسعودية والإمارات يريدان الانسحاب من اليمن بأقل الخسائر، وإيران تريد أن تسيطر على مأرب، والمجتمع الدولي يريد إيقاف الحرب في اليمن، وهذه المرتكزات نتج عنها حراك عسكري على الأرض.

وأوضح أن «إيران والحوثيين صعّدوا عسكريا في مأرب، لإسقاط المدينة، والإمارات تريد أن تخرج من اليمن مع ضمان حماية من خلال عقد صفقة ظاهريا ولو وهمية، وكأنها من تحت الطاولة مع جماعة الحوثي، لكن الأمور تمضي باتفاق بين الإمارات والسعودية، فتم على ضوء ذلك انسحاب القوات المشتركة الموالية للإمارات من جنوب الحديدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى