ليت البحر مرق.. والأرض هريسة

> الإنسان لا تملئ عينه إلا التراب، وهذا المثل لا ينطبق على الفاسدين، لأنهم تجاوزوا شغفهم بتكنيز الأموال الطائلة عدد تراب الوطن، بل تمنوا من كثر هلعهم وراء الأموال سهلة الحصول عليها بمساعدة الفاسدين الكبار أن يصبح ويمسي البحر مرقاً والأرض هريسة والجبال لحمة ولن يشبعوا أبداً، والسبب بسيط هو استمرار تدفق الأموال الحرام عليهم على حساب الجندي المقاتل من أجل أرضه وعرضه وهو على كرسي مص دماء الجنود، أو المواطن المسكين والفقير المغلوب على أمره الذي لا يعرف من أين يتحصل على لقمة تملئ فم أولاده، إلى متى هذا العبث بأموال الدولة السائبة في يد الفسدة العابثين؟ إلى متى يستمر هذا التجويع المتعمد الذي تعتبر أرضه حبلى بالغاز والثروات النفطية والمعدنية والسمكية والزراعية وغيرها، بل يصفه الخبراء والمتخصصون بأنه من الشعوب العربية ذات الثراء الكبير في المنطقة لما تجود بالخيرات الوفيرة، لكن الحقيقة المؤلمة والواقع المرير أن تكون تلك الثروات بيد من يقبعون على قمة الفساد والفاسدين، ويحرمون المواطن من أبسط ضروريات الحياة المعيشية، بل من راتب شهري ضئيل، أو معاش متواضع أو قيمة علاج ضروري، أو دفع رسوم مدرسية أو مستلزمات جامعية، أو توفير علبة لبن لطفل صغير، وبشاعة المنظر عندما ترى العفيفات متسولات.

والكلمة الكبرى وأعظم المصائب حيث يقوم الفاسدون باستيراد مواد غذائية منتهية الصلاحية ولا تصلح للاستعمال الآدمي أو الإنساني ولا الحيواني، ويكتب عليها تاريخ صلاحية جديدة مزورة، إلى هذا الحد وصلت بهم الوقاحة والبشاعة، عدت جرائمهم تصور البشرية من فضاعتها، ولم يكتفوا بذلك بل تطورت جرائمهم وأيديهم القذرة إلى استيراد أدوية وعلاجات غالية الثمن لا تصلح للبشر، يظل تفكيرهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم في كيفية مص دماء الشعب بكل شرائحه وفي كل مجالاته بكل الأسلحة الفتاكة التي تدخل للفاسدين الأموال الحرام ليقتل به الإنسانية بكل الوسائل الفظيعة المتاحة لهم، ولا يكتفي بذلك فيقومون بشراء ذمم ضعاف النفوس واستغلال الفقر والعوز والحاجة للشباب من الجنسين تحت أسماء منظمات وشركات وهمية لتوزيع السلل الغذائية منتهية الصلاحية ليوهموا الشعب بأنهم أهل الخير والصلاح والبركة.

يجب على شعبنا أن يفيق من غيبوبته، لا بد من أن يصحو من غفلته، الأموال أموال الشعب، والثروات ثروات الشعب، ويجب كشفهم ومحاسبتهم ومعاقبتهم دون رحمة ولا شفقة.
هل آن الأوان للقيام بذلك ويستعيد الشعب ثرواته وأمواله المنهوبة المسلوبة قبل فوات الأوان؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى