> شهد سوق الصرف لهذا اليوم تراجعا كبيرا ومفاجئا في قيمة الدولار والريال السعودي (مقارنة بأمس) حيث تراجع الأول - الدولار - بحوالي ٤٠٠ ريال يمني، في حين تراجع الآخر بحوالي ١٠٠ ريال يمني، كل ذلك يدل على تحسن مفاجئ لمصلحة الريال اليمني أو ارتفاع في قيمته مقارنة بما كان عليه من قبل.
لقد كان للقرار الرئاسي، مساء أمس، المُقر بتغيير قيادة البنك المركزي تأثير على سوق الصرف، فقد كان التغيير مفاجئ وغير متوقع، بعد إشارات رئاسية سابقة باستمرار قيادة البنك المركزي السابقة لدورة جديدة.

إن التراجع الحاد في أسعار صرف الدولار الأمريكي والريال السعودي - لمصلحة الريال اليمني- يشير إلى حالة من الذعر والقلق أصابت المتعاملين في سوق الصرف بيعًا وشراء؛ بسبب تغيير إدارة البنك المركزي المفاجئة، وعن أخبار متواترة غير رسمية عن منحة جديدة من المملكة العربية السعودية، مما خلق اضطرابا شديدا في سوق الصرف، أدى إلى تراجع غير منظم لقيمتي الدولار والسعودي. وبسبب التغييرات الجديدة في قيادة البنك المركزي والأخبار غير المؤكدة عن منحة جديدة واضطراب أسعار الصرف، تم تأجيل مزاد يوم الثلاثاء حتى استقرار السوق، وحتى تستطيع البنوك تقديم عطاءات واضحة تعتمد على أسعار صرف تعكس التناسب بين العرض والطلب في السوق، ولم يُنزل البنك المركزي على صفحته الرسمية سعرا تأشيريا للصرف كما كان معمولا به باستمرار في السابق.

من المحتمل أن يظل سوق الصرف في حالة عدم استقرار بعض الوقت حتى تتضح العوامل المؤثرة والطارئة على سوق الصرف، وبالذات النهج التي ستتبعه القيادة الجديدة للبنك المركزي فيما يتصل بالمزاد والعلاقة مع سوق الصرف، سواء شركات الصرافة أم البنوك التجارية والإسلامية، وأية إجراءات محتملة من الحكومة، أو وجود أي شكل لتعزيز موقف الريال اليمني في سوق الصرف.

إن الاضطراب الحالي سيزول تدريجيا ويعود سعر الصرف إلى وضع التوازن، ولن يحدث ارتفاع كبير للريال مقابل الدولار والريال السعودي. أما أسعار السلع الغذائية الأساسية فستظل كما هي بانتظار أسعار صرف مستقرة نسبيًا بعد الفوضى الحالية.
ونعتقد إن وضع الريال سيظل ضعيفًا، لكن نأمل استقراره في حدود معقولة أدنى مما كانت عليه قبل التطورات الأخيرة، أما في حال وجود دعم فعلي فنأمل تساوي أسعار الصرف في عدن وصنعاء كأقل عملية اقتصادية منطقية في اقتصاد بلد واحد وعملة واحدة وسوق واحد.

إن القرار الرئاسي الإيجابي بتعيين قيادة جديدة للبنك المركزي هو قرار في الاتجاه الصحيح، نأمل أن يرافقه قرارات شجاعة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية، التي ستساعد في استقرار سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية واستقرار أسعار السلع الغذائية الأساسية ودحر شبح المجاعة في البلاد.

رئيس رابطة الاقتصاديين
الثلاثاء 7 ديسمبر 2021م.