تلك هي الحقيقة

> ثروات تنهب على مدى عقود من الزمن وسكان يعانون وطأة الإذلال والقهر والمعاناة.
المرابطون بجندهم عند آبار النفط ليسوا حماة إلا لمصالحهم. شركات تنهب كل شيء وأسماء بعينها هي من تصلها موارد ما يتم أخذه بدون وجه حق.

هكذا خرج أبناء حضرموت ليفاجئوا اللصوص بهبتهم بعد أن ضاق بهم الحال وباتت خيرات أرضهم ليست من حقهم، معادلة ربما تفحم الناهبين وتصيبهم بمقتل، فعلى امتدادات شاسعة تقف شاحنات متنوعة حمولتها بين نفط ومشتقاته ومعادن نفيسة جرى التعتيم على استخراجها منذ زمن طويل، ولم يعد هناك حديث يذكر عن تلك المعادن التي يتصدرها الذهب ومناجمه التي كانت قاب قوسين من تحقيق استثماراتها نجاحات ملحوظة وفق معطيات الدراسات بهذا الشأن، وخصوصاً مناجم الذهب في وادي مدن حضرموت بخيرها الوفير لم تعد تحتمل ما هي عليه من حال مدنها التي انطفت وصحاريها المنهوبة في حين تشكل عائدات مواردها أرقاماً قياسية ولكنها تستخرج على طريقة عمل عصابات المافيا، الأمر اللافت أن شاحنات النهب التي منع الأهالي مرورها لم تجد حرجاً من المساومة ولم يشعر الطغاة المرابطون عند فوهات آبار النفط ومناجم الذهب بسوءاتهم، فالحال وفق رويتهم لا يحتاج إلا ممارسة نمط من المساومات التي لا تكلفهم شيئاً، وعلى حد قول المثل: اقطع من أذنه وأطعمه، قاعدة لم تعد صالحة بعد أن ظهر المستور وبانت الحقيقة ساطعة، تلك هي الوحدة التي يدافع عنها الجند المرابطون عند آبار النفط وليس غيرها.

حضرموت أظهرت الحقيقة للعالم وعرت اللصوص ولم تعد لديهم حيل جديدة وشعارات ترفع حتى تمنحهم مزيداً من الوقت للاستمرار في ممارسة تلك الفضائع المريعة.
كم هي معاناة أهلنا في حضرموت بالغة مما يجري، لقد تحملت مشقات كثيرة ومؤامرات واسعة باعتبارها حنفية النفط التي تمد هؤلاء بالمال وتمنحهم البقاء، كل هذا الزمن الذي طال ليله على حضرموت والجنوب عامة.

هنا تبدو الصورة واضحة المعالم لكل من يريد معرفة ما يجري ويحدث منذ أن وطئت أقدام الناهبين أرض حضرموت والجنوب.
تلك هي منجزات أسوأ فترة تاريخية من حياتنا، فهل يدرك العالم واقع مأساتنا البالغة التي تخطت معاناتها الوصف؟

هنا ينهب الشجر والمدر وما تحت الأرض في عملية نبش غير مسبوقة في تاريخ أي شعب.
هل ما زال المعتدي قادراً على طمس معالم جرائمه البشعة وتغليفها بشعارات الوحدة؟

تلك ما يمكن أن تكشف عنه هبة الحضارم العظماء بتاريخهم وقيمهم ودينهم وأماناتهم، فهل يسمح العالم بما يجري على أرض من كانوا رسل الإسلام إلى أصقاع الأرض؟
وهل ينصف قوماً عرفوا بالحق والورع مما يحدث على تراب أرضهم من جور؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى