​في سوق النخاسة يتم توظيف ما لا يمكن توظيفه

> الفن والموسيقى والرياضة نفحة إنسانية عالمية لا تعترف بالحدود واللغات، والكل يفهمها ويتناغم معها ويتفاعل شعورياً ولا شعورياً مهما كانت جنسيته ولغته.
الفن والرياضة لا يحدها أفق ولا يختزلها لسان واحد، وعندما يكثر النخاسون في بيئة ما تراهم يلوون أعناق مالا يجوز ولا يمكن ليه.

يفرح الجميع في العالم كله عربياً وأعجمياً بلعب ولاعبي البرازيل، وتكاد حناجرهم تتمزق من الصفير والصياح، وأكفهم تلتهب من شدة التصفيق له، فهل أعطيت للناس من الشعوب المختلفة جنسية البرازيل مثلاً؟، وهل اهتمت بهم البرازيل وبشدوهم بمنتخبها؟
التعبير في مثل تلك النشاطات (الرياضة والفن) هو إنساني لا غير.

من يحاول أن يعطي المشاعر الإنسانية عند فرحها لأي مناسبة بعد سياسي فهو نخاس لا غير.
لماذا هو نخاس؟ لأن بكل صفاقة يفتش عما ينقذه من خيباته وما يجمل قبحه من خلال نشاط لا صلة له بالسياسة.

الإخوان أكثر من يلعب على هذا الوتر النشاز، ولا يجاريهم أحد في ذلك دون شك، لكن بالنهاية لا يصح إلا الصحيح، وبعد أن ينفض المولد تعود الأمور كما كانت ولن تحقق الأغنية أو الركلة ما لم يحافظ عليها السياسي حينما أتيحت له الفرص فرصة تلو أخرى.
من حق الجميع بصنعاء أو عدن أو المكلا أو مأرب أن يفرح بما حققه منتخب الناشئين وإنجازه الكبير.

الكل فرح لأنهم حرموا من الفرحة سنوات عجاف، وكانت السبع العجاف التي لم تشهدها البلاد منذ قرون.
من حقهم أن يفرحوا بعد أن امتلأت قلوبهم حزناً وكمداً بسبب الحرب اللعينة في الخدمات والرواتب وبسبب الغلاء الشنيع والمضاربة بالعملة حتى أصبحت العملة كورق التواليت.

ليس من حق مجموعة نخاسين فقدوا الصلة بالفروسية والأخلاق الحميدة، فذهبوا يلبسون تلك المناسبة ثوباً ليس من مقاسها وليس من لونها ولا جوهرها العالمي الإنساني.
أسقطوه إسقاطاً لن يفيدهم بشيء أبداً، بل سيسقطون بسببه بعد فترة وجيزة وهي قادمة لا محالة.

الناشئة لم تصل بعد لما يرمي إليه النخاسون والشعب الذي فرح وبأعداد بسيطة جلهم من الصغار وما دون البلوغ.
نحن لا نلوم من خرج فرحاً لينفس عن نفسة مما عانت خلال السبع العجاف، فله الحق بأن يفرح كما هي عادت الناس، لكن ليس من حق النخاس أن يختطفها ليغطي بها سوءاته وخيباته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى