> كان عام 2021 هو الأشد قسوة ومعاناة لليمنيين جراء استمرار تردي الأوضاع المعيشية التي يتجرعها المواطن ويعاني من شظف العيش، مما أوجد مزيدًا من الغضب والسخط الشعبي بسبب استمرار الفساد والعبث، وتردي الخدمات، فازدادت رقعة الاحتجاجات في عدن وبقية المحافظات المحررة، كان أشهرها خروج محتجين إلى صوب مقر الحكومة في قصر المعاشيق في 16 مارس.

المواجهات العسكرية:
وفيما يخص جبهات القتال واتساع رقعة المواجهات العسكرية لاسيما اشتداد المعارك منذ أوائل العام من قبل الحوثيين على محافظة مأرب كانت الأبرز بهدف سيطرتهم على المدينة، بعد تكثيف هجماتهم منذ سبتمبر انطلاقًا من محافظة البيضاء، وتمكنهم بعد ذلك من السيطرة على مديريات بيحان في محافظة شبوة، وفتحهم جبهة جديدة نحو محافظة مأرب من جهة حريب وصولًا إلى احتلال مديريات العبدية وجبل مراد والجوبة بهدف تطويق محافظة مأرب آخر معاقل الحكومة الشرعية، وسيطرتهم على معظم محافظة الجوف، واستمرار المعارك بين القوات الجنوبية والحوثيين في جبهة حيفان الصبيحة التابعة لمحور طور الباحة، وكذا في جبهة الضالع، ومحاولات حوثية لاختراق حدود يافع مع محافظة البيضاء.

إضراب القضاة:
أضرب القضاة الجنوبيون عن العمل في فبراير على خلفية تعيين نائب عام، وطالبوا بإقالته وإقالة مجلس القضاء الأعلى وإعادة هيكلته وفقًا لقانون السلطة القضائية.

محرقة المهاجرين الأفارقة بصنعاء:
حدثت جريمة مروعة طالت المهاجرين غير الشرعيين الأثيوبيين في أحد مراكز الاعتقال بصنعاء في 7 مارس وفرض الحوثيون حالة من التعتيم لإخفاء معالم الجريمة وذهب ضحيتها عشرات من المهاجرين الأفارقة.

إسقاط عضوية برلمانيين
أقدم الحوثيون في أبريل بإسقاط عضوية 44 برلمانيًا منهم 4 جنوبيين واعتبرتهم من قوى العدوان على اليمن.

هجمات حوثية بالصواريخ والمسيّرات:
في عام 2021م كثف الحوثيون هجماتهم بالطائرات المسيّرة وصواريخهم على منشآت سعودية بشكل متتالي.
استهداف صاروخي على قاعدة العند الجنوبية في 30 أغسطس لجنود يتبعون ألوية العمالقة الجنوبية في معسكر القاعدة، أسفر الهجوم عن 32 قتيلًا و86 جريحًا.

تفجيرات وأحداث أمنية في عدن:
كما شهدت عدن تفجيرات وأحداث أمنية، منها تفجير موكب محافظ عدن وتفجير مطار عدن، ففي 10 أكتوبر تم تفجير موكب محافظ عدن بسيارة مفخخة عند مدخل مدينة التواهي في محاولة اغتياله وسقط في الهجوم أكثر من 5 من طاقمه الأمني والإعلامي وأصيب 10 آخرون.
وفي حادث مماثل وقع في 30 أكتوبر وهو تفجير سيارة مفخخة استهدفت مدخلًا مؤديًا للبوابة الرئيسة لمطار عدن، أدى التفجير إلى وفيات وإصابات في عدد من المدنيين بينهم أطفال.

حدثت مواجهات في 23 يونيو بين قوتين للمجلس الانتقالي أحدهما تتبع الحزام الأمني التابع للقطاع الثامن لتأمين مديرية الشيخ عثمان والقوة الأخرى تابعة للواء الثالث دعم وإسناد، استمرت الاشتباكات لساعات أسفرت عن قتيلين وإصابة 7 من الطرفين.

كما اندلعت في عدن اشتباكات كبرى في بداية أكتوبر بين قوات الأمن التابعة للعاصمة عدن الذي يسيطر عليها الانتقالي ومسلحون يتبعون إمام النوبي في مدينة كريتر بمنطقة الطويلة وخلفت الاشتباكات 6 قتلى من الأمن والمدنيين وأكثر من 60 جريحًا، وتدمرت عدد من منازل المواطنين، وأحرقت مجموعة من المركبات، وذلك على خلفية قيام الأخير بمهاجمة قسم شرطة كريتر.

حراك دولي لإيقاف الحرب:
شهد هذا العام حراكًا سياسيًا ومشاورات واسعة وذلك لإحلال السلام في اليمن ولمواجهة الأحداث المتسارعة، فعلى صعيد إحلال السلام بإيقاف الحرب في اليمن تم تعيين مبعوث أممي رابع خاص لليمن (هانس جروندبيرج) والذي يعتبر مبعوثًا رابعًا خلفًا لمارتن جريفيثس، كما عملت أمريكا على تنشيط جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل وإنهاء الصراع في اليمن من خلال تعيينها مبعوثًا رسميًا خاصًا باليمن هو (تيموثي ليندر كينج).

أجرت سلطنة عمان وساطة لإيجاد حل سياسي بين الأطراف اليمنية المتحاربة، وفي الشأن نفسه عقدت في أبريل محادثات سرية بين السعودية وإيران برعاية عراقية لتهدئة حدة التوتر بين البلدين وتحقيق الاستقرار الإقليمي لاسيما الحرب في اليمن.

> وفي الشق السياسي تم الدفع بالمسار السياسي من خلال دعم التحالف لإحياء اتفاق الرياض عبر تفاهمات مع الأطراف لاستئناف العمل باتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية، في إطار استراتيجية جديدة لمواجهة الحوثيين، أدى إلى إجراء تغييرات باستبعاد محافظ شبوة محمد صالح عديو، واستبداله بالشخصية القبلية عوض الوزير العولقي، بعد أن شهدت شبوة في عدد من مناطقها خلال هذا العام تصعيدًا شعبيًا وقبليًا رفضًا لسياسة القمع والتحشيد الأمني التي انتهجته سلطات المحافظة بالتنكيل لمعارضيها من أبناء المحافظة وعلى رأسهم النخبة الشبوانية والناشطين والإعلاميين، واستخدامها السلاح واستقدامها قوات من خارج المحافظة.

> ومع نهاية العام حدث تطور عسكري ملفت للنظر اعتبره الكثيرون خطة تغيير استراتيجية للتحالف العربي لمواجهة الحوثيين، وذلك بسحب ألوية العمالقة الجنوبية من الساحل الغربي ونقلها إلى محافظة شبوة لتحرير مديريات بيحان.

انهيار العملة:
في الربع الأخير من انتهاء العام سارعت العملة المحلية بالتدهور في أسوأ انهيار لقيمتها في تاريخ البلاد منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات، وتجاوزت حاجز الـ 1700 ريال للدولار بفقدانها 50 % من قيمتها خلال شهرين، وحدث بعدها التحسن بشكل متسارع في قيمة الريال قبل أن تباشر الإدارة الجديدة للبنك المركزي مهامها، ولم يكن ذلك ناتجًا عن إجراءات اقتصادية سريعة، حتى أن كثيرًا من أسعار المواد الغذائية بقيت مرتفعة.

ونتيجة للأوضاع المتردية وخاصة التدهور المتسارع للعملة المحلية فقد شكل حالة من الغضب لدى المواطنين الذين يلقون غالبيتهم باللوم على فشل وفساد الحكومة والصيارفة والتجار والمستوردين، نتج عنها زيادة حدة تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير ومؤثر، وعلى المستوى المعيشي نتيجة الارتفاع المخيف في أسعار المواد الغذائية والذي قد يدفع البلد إلى حافة المجاعة.

التصعيد الشعبي في حضرموت:
نتيجة لتدهور الأوضاع المعيشية شهدت حضرموت منذ بداية ديسمبر منع تصدير الثروات النفطية والسمكية وذلك بتصعيد مجتمعي شعبي وقبلي لاستعادة حقوق حضرموت، وسميت بالهبة الثانية وذلك بإقامة نقاط شعبية على مخارج المحافظة، وكذا في مدن الساحل والوادي لمنع خروج قاطرات المشتقات النفطية والثروة السمكية من العبور إلى خارج المحافظة.

> في يناير عقدت قمة دول مجلس التعاون الخليجي بمدينة العُلا السعودية وأسفرت عن توقيع (اتفاق العُلا) وإعلان المصالحة بين الدول الخليجية.

> كما شهد في العام العديد من الظواهر الطبيعية والفلكية منها ظاهرة (زخة شهب الرباعيات) ومرورًا بالخسوف الكلي للقمر والقمر الدموي، ثم أطول خسوف للقمر منذ 580 عامًا، كذلك ظاهرة كسوف الشمس النادرة التي شهدتها القارة القطبية الجنوبية.
>ومن ضمن الأحداث البارزة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي حدث في أغسطس واستيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول بعد عشرين عامًا من الحرب، وقد اعتبره المراقبون بالانسحاب المفاجئ والفوضوي، وخسارة مذلة أمام طالبان، واعترافًا بفشل أمريكا والتحالف الدولي.

> وشهد العالم في ذات العام تعميم لقاح فيروس كورونا على مستوى دول العالم، بعد أن تجاوزت حصيلة وفياته حول العالم إلى أكثر من أربعة ملايين نظرًا لازدياد حدتها مجددًا مع انتشار متحورات جديدة منها دلتا، وكذا اكتشاف المتحور الجديد "أوميكرون" الذي كان قد بدء في الظهور في جنوب أفريقيا وبدء يتفشى في العالم، وصنف بأنه متحور "مثير للقلق".

> كما شهد عام 2021م موجة حر غير مسبوقة أسفرت عن اندلاع عشرات الحرائق في عدد من الدول.
> في نوفمبر عقدت قمة المناخ العالمي التي أقيمت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية لمناقشة التحديات والالتزامات الدولية بخصوص حماية المناخ والخروج بمسودة لاتفاق غلاسكو.

> أزمة الغواصات والتي نشبت بين فرنسا وأستراليا بعد إلغاء أستراليا عقدًا ضخمًا مع فرنسا لشراء غواصات، فغضبت فرنسا من إجراءات أستراليا ووصفته بـ (الطعن في الظهر).
> أما أبرز الأحداث على المستوى العربي، كانت أزمة تونس في شهر يوليو عندما أعلن الرئيس قيس سعيد، قرارات منها تجميد عمل البرلمان وتجريد النواب من الحصانة وإقالة رئيس الوزراء.

> الانقلاب العسكري في السودان في 25 أكتوبر حين تم توقيف غالبية المسؤولين الذين كانوا يقاسمون العسكريين السلطة منذ سقوط نظام عمر البشير، في العام 2019م.

> أحداث فلسطين العنيفة في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى في 10مايو، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، وأسفرت عن إصابات، وسبقتها مواجهات في 13 أبريل بالاعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين من التواجد في ساحة باب العامود، وردًا على الانتهاكات الإسرائيلية أطلقت فصائل فلسطينية في غزة عشرات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزة، وبتدخل مصري تم اتفاق وقف إطلاق النار بشكل متبادل ومتزامن.

> افتتاح المعرض العالمي (أكسبو دبي) الذي تأخر بسبب جائحة كورونا في بداية أكتوبر في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة واعتبر المعرض أكبر تجمع عالمي شاركت فيه 190 دولة لعرض ثقافاتها وابتكاراتها داخل أجنحة مدهشة وأنفقت حكومة دبي لأجله ما يقدر بنحو 7 مليارات دولار بهدف جذب السياحة والاستثمار.
> في فبراير نجحت الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي (الأمل) في دخول مدار الكوكب الأحمر، كخامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة.
> سقوط الصاروخ الصيني بعد اختفاءه وفقدان السيطرة عليه في الفضاء أواخر شهر أبريل الذي كان متجها نحو الأرض لكنه سقط في المحيط الهندي محطمًا.

أبرز الأحداث الرياضية:
أولمبياد طوكيو وأمم أوروبا لكرة القدم حولتها جائحة كورونا إلى نسخة "استثنائية"، حيث أقيمت في يونيو دورة الألعاب الأولمبية باليابان "أولمبياد طوكيو 2020 " بعد إجراءات صحية صارمة نتيجة جائحة كورونا والذي تسبب في تأجيلها وتأخيرها لمدة عام، وتربعت الولايات المتحدة الأمريكية على عرش صدارة الترتيب العام لألعاب الأولمبياد برصيد 113 ميدالية، متقدمة على الصين بـ 88 ميدالية واليابان بـ 58 ميدالية.

كما أقيمت في نفس الشهر بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم ولأول مرة في تاريخ المنافسة توزعت مبارياتها في 12 مدينة أوروبية مختلفة، وذلك احتفالًا بمرور 60 عامًا على تنظيم النسخة الأولى من الـ "يورو"، بعد أن تأجلت البطولة في العام 2020م جراء ظهور جائحة كورونا، وفازت بالبطولة إيطاليا للمرة الثانية في تاريخها.
بعد توقف استمر 9 سنوات، أقيمت في أواخر نوفمبر بطولة كأس العرب بالدوحة بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كخطوة استعدادية لمونديال 2022م، وشاركت في البطولة 16 بلدًا، وفازت الجزائر بالبطولة على حساب تونس.