​أزمة المياه في عدن وخطورتها المجتمعية

> عدن كعاصمة ازداد عدد سكانها واستحدثت فيها مدن جديدة دون مراعات الخدمات، وأهمها المياه والصرف الصحي.
في الثمانينات وبالذات في منتصفها من القرن الفائت تم إنشاء مشروع مياه عدن الكبرى، والمشروع يأتي من حقول أبين (الرواء)، ونفذته شركة دندار العالمية، وذلك ليكون رديفًا لمياه بئر ناصر وبئر أحمد ومحطة التحلية من الكهروحرارية والتي كانت تضخ لمياه بئر أحمد للتخفيف من ملوحتها.. اليوم وبعد التجزئة تحت مصطلح الاستقلالية واللامركزية تم تدمير مشروع مياه عدن بحيث أصبح سكانها مهددين بالموت عطشًا وذلك بعد أن تم الاستحواذ على مشروعها الآتي من أبين.

وربما أن الاستحداثات والبناء في حقول مياه لحج وبير أحمد سيقضي على هذه الحقول من حيث:
1/التلوث:
2/ حفر آبار عشوائية وبيع مياهها.
3/ استحداث جمعيات زراعية في محيط عدن والري بالغمر يستنزف المياه الجوفية، في حين أن عدن لن تحتاج إلى مزارع بعد توسعها وسيكفيها ما يورد إليها من مزارع المحافظات المجاورة.
اليوم تحصل إرباكات وخصومات بل عراك بسبب المياه في الحي الواحد، وكثر استحداث تفريعات في أحياء هي أصلًا تعاني من شحة المياه. إضافة أن بعض من امتلكوا المال أو النفوذ يستخدمون دينمات كبيرة تشفط المياه ليحصلوا على نسبة أكبر من الآخرين.

كل هذا الإشكال الداخلي بحاجة لمراجعة وعدم عشوائية التفريعات أو السماح لبعض موظفي المياه بالتصرف في إنشاء تفريعات أضرت بالآخرين ومغالطة إدارة المياه المركزية في استخراج الترخيص بذلك.. أما فيما يخص تداخل المحافظات فيستحسن إعادة توحيد ودمج المياه ومركزيتها في عدن العاصمة، وتشمل في إطارها أبين ولحج. لتداخل الحقول وحتى يتم العمل بروح الفريق المشترك دون تداخلات وصدامات وتصرفات تضر بالعاصمة.

إن استحداث هيئة أو مؤسسة مياه كبرى لعدن وأبين ولحج أصبح ضرورة واجبة ولا تحتمل التأجيل. مع إضافة مشروع حيوي كبير لتحلية المياه بعدن يرتبط مع حقول المياه لتحسين عذوبتها وزيادة إنتاجها.
كما أن الإسراع ببناء حواجز وسدود في أبين ولحج كذلك ضرورة قصوى للاستفادة من مياه السيول القادمة من الهضاب القريبة.
المياه في عدن أصبحت مسألة حيوية ووضعها خطير بمدينة يفوق سكانها ثلاثة ملايين نسمة غير النازحين إليها.

3 يناير 2021م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى