أطفال اليمن يعرفون الحرب فقط

> أطفال اليمن لا يفرحون بأفراح الطفولة المعتادة ولا يشعرون بالبهجة والأمل والأحلام، ولا يضحكون كما يضحك جميع الأطفال.
عندما تحاول الغناء معهم لا يستجيبون على الإطلاق، يرسمون الناس الذين شلتهم الحرب والجرحى والدبابات والكلاشينكوف والحصار وطعام لا وجود له.

أطفال اليمن مرهقون نفسياً، لأنهم أبناء حروب، ويتحدثون الآن كثيرًا عن الموت يريدون أن يعرفوا كل شيء عنه.

منذ حوالي سنتين انتحر طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، لقد ظن هذا الطفل أنه إذا مات سيرى والده الذي قتل في الحرب، وهناك أطفال في الحديدة يريدون أن تصيبهم رصاصات قناصة الحوثي التي لا تفرق بين صغير وكبير حتى يموتوا ليذهبوا إلى الجنة، حيث سيكون الجو دافئًا وآمنًا، وسيكون لديهم طعام وألعاب بعيدين عن عذاب الجوع والحرب والخوف.

خلال سنوات الوحدة ولدت أجيال لا تعرف شيئًا سوى الصراعات المسلحة، وجيل الصراع الأخير للحوثي بالفعل لا يعرف كيف تبدو الحياة الهادئة، مع أن أطفال اليمن مثل نظرائهم حول العالم يرغبون بالعيش في سلام والذهاب إلى المدرسة مع حقيبة دراسية تحتوي على الأمان والسلام والكتب المدرسية والمدارس والأصدقاء والمرح، حقيبة لا تحمل ذكريات الأقارب المفقودين والمقتولين، والأصدقاء الذين أصبحوا لاجئين، والمنزل المهجور أو المدمر، ونادرًا منهم فقط من يريد أن تحمل حقيبته سيارات اللعب والدمى وكرة القدم والهواتف المحمولة، وهناك البعض منهم من يريد الانتقام ويريد إخراج السلاح من الحقيبة، والبعض الآخر يريد في محتوى الحقيبة الدعوات والصلاة.

ذكرت الأمم المتحدة في تقريرها الإنمائي العام الماضي أن طفلًا يمنيًا دون سن الخامسة يموت كل 9 دقائق بسبب النزاع في اليمن، وذكر التقرير أن هناك أطفالًا قتلى بسبب الآثار غير المباشرة للحرب وهم الأطفال الصغار المعرضون بشكل خاص لنقص وسوء التغذية، أضف إلى ذلك أن هناك طفلًا من كل خمسة في اليمن ليس لديهم من الناحية العملية أي شخص يمكن أن يلجؤوا إليه إذا كانوا خائفين أو حزينين، ومنهم من أظهروا أعراض اكتئاب واضحة.

الندوب النفسية لا تلتئم على أطفال اليمن بسبب استمرار الحرب وقلة الكادر المتخصص في الطب النفسي في اليمن، وضياع فرص التعليم عن الأطفال له عواقب نفسية واجتماعية كارثية على حياتهم، لذلك أرجو من الداخل اليمني ومن المنظمات الدولية ألّا تنسى الجروح غير المرئية للأطفال، ويجب ألا تقدم المساعدة الغذائية لهم فحسب، بل يجب على الجميع كذلك تقديم المساعدة النفسية والتعليمية، لأن إذا لم نفعل ذلك من الآن فسيكون تأثير هذه الجروح على مستقبلهم في الجنوب والشمال خطيرًا للغاية ووخيماً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى