شبوة.. بين العمالقة وغزوة فتح خيبر

> إن الدعم الشعبي في شبوة لألوية العمالقة لا يدل على فقرها وعوزها، بل يدل على تلاحم المجتمع الشبواني معها، وقيمة المجهود الشعبي ليست في ماديته، بل في تلاحمه مع قوات تخوض معركة مصير واحد.

بالتأكيد، توجد قوى لا يرضيها ذلك، ولا تستطيع رفضه ومنعه؛ لذا تقف في المنطقة الرمادية، وستستخدم الحرص على العمالقة لضرب أكثر من عدو، وتوتير أكثر من طرف ضد آخر عبر صفحات التواصل، لكن الحقيقة التي ثبتت للكل هي تلاحم العمالقة مع الحاضنة الشعبية الشبوانية، وهو ما افتقده الطرف الآخر منذ بضع سنين.

حرب 1994م نُقِلت حملات "من جهّز غازيا فقد غزا" التي تزعمها "الزنداني" عبر كل وسائل الإعلام، وهو يطوف قرى ومدن اليمن لإشراك مجتمعهم في غزو الجنوب، ولم يقل أحد إن ذلك الدعم يدل على فقر الجيش أو إنه وجه سيئ له، بل دلت على تلاحم الشعب مع جيشه في غزو الجنوب، وهي حقيقة لن ينكرها أحد.

في غزوة احتلال شبوة التي وصلت شقرة باسم "فتح خيبر"، وصل الجرحى إلى مستشفيات عتق بالعشرات، إن لم يكن أكثر من تخوم عدن ومن الطرق التي لاقى الغزو مقاومة فيها، ولم يستنفر المجتمع الشبواني ليقدم حتى بطانية واحدة؛ لأنها في وجدانهم قوات غزو، بل إن بعض مرافقي الجرحى أخذ الثأر من بعض المارين من أبناء شبوة!

تلتف شبوة شعبيا حول العمالقة وشهداء العمالقة وجرحى العمالقة، بل يجب أن يصل دعمهم إلى أفراد العمالقة في الجبهة، وهم يدركون أن قادة ألويتها قادرة، وأنها قوات ليست فقيرة، ولديهم مندوبون في المستشفيات، ويصرفون على جرحاهم، لكن يظل ذلك دلالة حب ووفاء يقدّم أقل ما يستطيع لرجال قدموا أغلى ما يستطيعون.

بالتأكيد، أن المحافظ قام بواجبه – وهو أهل لذلك- لكن الدور الشعبي يثبت الشراكة الشعبية في المعركة، وقيمة ذلك الدعم اليسير ليس في ما يقدمه من عينيات أو ماديات، بل في إثبات التكامل العاطفي والوجداني بين العمالقة في معركتها المصيرية مع المجتمع الشبواني بسائر تعبيراته الوطنية الجنوبية والفعاليات والشخصيات الاجتماعية والتجارية والقبلية، التي تقوم بدورها تأكيدا على الالتفاف حول تلك القوة التي تعتبر آخر أمل في كسر عنفوان المد الإيراني وسائر أشكال التطرف، بعد أن تلاشت وفشلت كل المجاميع، لأنها أصلا ليست جيشا، وأثبتت معاركها أنها أيضا لا تحمل عقيدة دافعة للقتال، بل تقاتل من أجل مصالح القوى والتكتلات التي اختارتها، وهذا ليس اتهاما مني، بل كما وصفها وزير دفاعها مع إحدى القنوات اليمنية المهاجرة بالقول:

"لم يكن معنا أصلا جيش، ولكنها مجاميع تم استقطابها وإشراكها في بناء الجيش الجديد، الذي هو في طور النشأة والتكوين!" وبرر كلامه هذا بأن الجيش السابق تفتت بين جماعات تخضع للحوثيين، وأفراد وقادة آخرين تركوا معسكراتهم، وفضلوا البقاء في بيوتهم، وبعض نزح خارج البلاد، وملخص كلامه أن الجيش الحالي -إذا جازت تسميته "جيشا"- هو أفراد وضباط تم انتقاؤهم من المتحكمين في صناعة القرار السياسي للسلطة الشرعية!، وهم معروفون، ومعروفة مراكز القوى التي اختارتهم، ولا يحتاج تعريفهم إلى عبقرية خارقة، ولذلك ظلت معاركهم مرتبطة بإيقاع مصالح تلك القوى!

إن التفاخر في تقديم الدعم مذموم، أما التعاضد فمحمود، والالتفاف الشعبي حول العمالقة مطلوب، ولن يشوه سمعتها، بل يؤكد واحدية معركتها مع شعبها، ومدى حبها في الوجدان الشبواني، وتفاني كل القطاعات الشعبية والسياسية بمشاركتها حتى بالحد الأدنى لدعمها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى