​ما بعد ضجة المالكي

> ما علينا من الورود والآمال التي تمناها المالكي لمستقبل اليمن السعيد فتلك أمنيات لا تغيّر الوقائع على الأرض، فالرجل ناطق للتحالف يتكلم بمفردات مهمته، لكن مفرداتها ما منعت أي مشاريع على الأرض ولن تمنعها بل تتعايش معها.
(حملة حرية اليمن السعيد) التي ليست بالمفهوم "الحربي العسكري" كما وضّح معناها، ليست زلة لسان كما أراد لها البعض في تخريجاتها، ولا تعني إنهاء مشروع السلالة كما ذهب البعض الآخر، فهو مشروع وُجِد ليبقى كما يراد له لا كما يريد، هو جزء شرعنه اليمنيون في حوارهم وهو مليشيات وطول الحرب أكسب المليشيات مشروعية صارت مقبولة ومدعومة دوليًا فحتى قرصنته واختطاف السفن من المياه الدولية وجد لها قوى دولية تحمي تسييس الموانئ الإنسانية وعسكرتها.

الحملة امتداد لحملة (عاصفة الحزم) التي ما حققت حزمًا، وتلتها (إعادة الأمل) وما حققت أملًا، وحملة (حرية اليمن السعيد) ليست سهلة تحتاج تضحيات ولها أعداء في مفاصلها غير الحوثي، يهمهم ألّا تنجح ولو ظلت تلك القوى التي فشلت وأفشلت، فلن تحقق الحملة تحريرًا ولا حرية لليمن السعيد والدليل أن نتائج الحملتين، بتلك القوى، ما حققت شيئًا، والأخيرة لن تصل إلى صنعاء التي يعتبرها أعداء الحوثي من اليمنيين تراثًا إنسانيًا مثلما اعتبر العالم الحديدة ميناء إنسانيًا.

مهما كان الضجيج حول الحملة لن تصل صنعاء وإن وصلت فعبر إطار سياسي يكون الحوثي الرقم الأصعب فيه، وهذا لن يمحو الانقلاب كما استبشر البعض بالحملة، وطالما أنها لن تمحيه، فالإطار السياسي سيشرعن خطره ويعطيه "استراحة محارب"  يكون خلالها واضع الاستراتيجية الإقليمي أمام خيارين لضمان أمنه الوطني.
كان الجنوب متنفسًا للشمال كما أرادوا له في حرب 1994م متنفسًا آمنًا عليهم، وهذه المرة فإنه متنفس خطر طائفي محارب مرتبط بأجندات إيرانية وغير إيرانية تعادي الجوار غير خافية، ستظل خطرًا على أمنهم الإقليمي شاؤوا أم أبوا أو أن يعود الجنوب ويكون فاعلًا في أمن جواره وبعيدًا عن مشاريع الإسلام الحركي التي يتوجس العالم خطرها وتحصر الخطر الإيراني - الحوثي في أضيق جغرافيا ممكنة.

انطلقت عاصفة الحزم بهدفين هما: إعادة الشرعية ومحاربة الإرهاب وقد تكون عودة الشرعية بعد هذه السنوات من الحرب لم تعد مشروعًا جاذبًا في التوافقات الدولية لإنهائها، لكن تحقيق الهدف العالمي في محاربة الإرهاب ما زال ركنًا أساسيًا فيها.
إن السلفيين اليمنيين فهموا أن للسلفية مرجعيات وحدودًا وأبعادًا وطنية منهم اليمني محمد الإمام وبقية السلفية اليمنية، أما الذين لم يفهموا من السلفية الجنوبية ويراجعون خياراتهم فسيدخلون المحرقة، فهم خزان يجب التخلص منه إقليميًا ودوليًا أو هكذا تقيّمهم المصالح الدولية وعليهم أن يراجعوا حساباتهم إن لم تشاركهم  بقية
ألوية وزارة الدفاع اليمنية وبالذات ألوية المنطقة العسكرية الأولى التي معركتها في حضرموت وأوامر الوزارة وحشدها لا يخضع  للتحالف؟

إن ناطق التحالف يصرّح بسياسات تحالفه وفقًا لالتزاماتها الظاهرة التي وصل التحالف إلى قناعات سياسية وعسكرية بأنها لن تتحقق ولن تصل مداها الظاهر ما يستوجب إعادة النظر ووضع حملات تخرج من رحمها مشاريع على الأرض فيتقبل العالم مشروعيتها ثم يُضفِي عليها شرعية لإغلاق ملف الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى