وداوني بالتي كانت هي الداء

> علي عبد الكريم

> هكذا بات علينا أن نتلقى جرعات العلاج للشفاء مما نحن فيه بنفس أدوات القتل/ الداء....هكذا شاؤوا وهكذا يقررون سنداويكم بالتي كانت هي الداء والعلة التي تستند عليها وعليها تتوكل القوى التي تدير دفة الأزمة بساحات الحرب والصراع في بلادنا أخذها مفاعيل القوة والقوة الغاشمة على الأرض لموازنة استحقاقات الأطراف وموقعها في معادلات مشاريعها المحتملة للتسويات السياسية لتوكد أن القوى الأكثر حضورًا على الأرض هي صاحبة الامتياز بهذا الاختيار المزاجي، وذلك طبعًا مرتبط بقوة السلاح والبلطجة السياسية كمعايير يعتد بها عند تحديد مآلات أي تسوية وهكذا يدخلون شعبا بكامله وبلداً جرى تمزيق عراه في القفص عبر تلك الأطراف التي يدخلونها معامل التكرير والتصفية لتعود من جديد سيدة القول الفصل فيما يجري تسويقه من مقدمات بلهاء لمشاريع تسويات بها عوار وما على الرعية إلا الانصياع والقبول أو سيقذفونهم بأقذع التهم وهم يستعدون لإعادة اقتسام الغنيمة الملقاة على قارعة الطريق جثة هامدة بعدما تناهشوها حية مكبرين مهللين بنواحهم وبكائهم على ما تعارفوا على تسميته بالأزمة الإنسانية الطاحنة في اليمن وبدلا من مد يد العون الحقيقي لهذا البلد المنكوب يمدحونه بالمسكنات الكاذبة عوضا عن شروعهم في القيام بتسوية حقيقة هم بالتأكيد قادرون عليها لو أرادوا فعلا لكنهم سيظلون يولولون يولون وجهوهم شطر المقلب الحرام الذي يتأذى منه شعب اليمن الصبور مطالبين شعبًا أهانوه وجوعوه بالرضوخ للعلاج الشيطاني المبني على مبدأ مدمر وفق مبدأ مفاسده تقول ودواني بالتي كانت هي الداء.

ما وجه الاعتراض على ذلك.
هناك مثل شعبي مصري يقول اللي تكسب بيه العب بيه.. نعرف تماما وكلنا يعرف ولا داعي لأن ينكر أي طرف ذلك بأن الأطراف التي علينا أن نتقبلها للتشافي مما نحن فيه من علل قاتلات مصرين على القول بأن أي تسوية لن تتم ما لم تستند على إعادة تمظهر من كان شيطانا يتمول ويتسلح وينفذ أجندات آخر مضامينها حرية وطنه وسعادة شعبه ألم تثبت الأيام ليس في بلادنا فقط ولكن في أكثر من بلد عربي تم إيلاجها داخل كرات اللهب التي أرادوا من خلالها تدمير ما تبقى من هياكل هشة لمشروع لم يكتمل لمشروع التحرر الوطني لبناء دولة الاستقلال والتحرر الوطني.

هل بات علينا أن نقبل ما تقرره دول المصالح المتعاركة المتداخلة في بلادنا وكل يريد تنصيب وكيله على الأرض بعد أن تم تأهيله وتمويله وتخليقه كقوى قتل وحرب تحت يفط ستى جرى فرضها وتنصيبها ونصيب كل لون من هذه العاهات سيكون طبعا وفقا لما أنفق عليه وبما تم تجهيزه وتخلقيه ليصبح ورقة يلوح بها ساعة يقرر البابا الكبير تسويته النهائية ولكن بعد خراب مالطة.

دعونا نقترب اكثر نشاهد ما يدور بساحة الوطن ساحة باتت مجرد قطع شطرنج للأسف لا رابط بينها بعيدا عما تقرره وتراه تلك القوى والدمى التي جرى تسليحها وتمويلها لتلعب ادوارا مرسومة ليس الا وتلك الوسائط التي قبلت أن تكون مجرد بيادق أو مجرد كومبارس. مجرد بندق وجندرمه تهدم كيانا وتهدم وطنا وتطفو على سطح أي تسوية وكأنها المسيح المنقذ بينما حقيقة الأمر هم مجرد كومبارس قبض وقتل وشوه وأدى دور المهرج في تسوية وفق مبدأ الديفاكتو، قوة الأمر الواقع على الأرض المحروقة بقذائف شارك في إطلاقها مكونًا ثروة لا تحصى على حساب أجساد شعب وبلد ما زال متعطشًا لقتله عبر مشاريعه الفاسدة أنتجت أرضية مدمرة ووطنا ممزقا أمنيا وسياسيا اقتصاديا وللأسف ثقافيًا.

قبل أيام التقت جحافل اللجنة الرباعية صاحبة الحل والعقد أمريكا بريطانيا السعودية الإمارات وهذه المرة أضافوا سلطنة عمان وبغض النظر عما يحمله ذلك اللقاء من إشارات ورسائل وخرائط خاصة وقد ترافق مع ذلك اللقاء تحرك قطري له أيضًا أبعاد ذات صلة بذلك اللقاء لكنني أود التأكيد على أمر آخر في غاية الأهمية تكمن أسراره الصامتة لدى بريطانيا التي كانت عظمى صاحبة الإرث التاريخي السيء لما نحن فيه بدأ من خط وهاب الذي جزأ بلادنا ومرورًا باتفاقات سايكس بيكو وغير ذلك كثير ولكن ذلك لا يخفي عورات أمريكا التي تريد الانسحاب من الشرق الأوسط ولو تركته أطلالا، لذا صعب وصعب أن نقبل روشتة القتل العمد عبر مبدأ وداوني بالتي كانت هي الداء فما العمل إذن؟

البداية صحوة وطنية تعيد الاعتبار لاستقلال القرار السيادي الوطني كيف عبر إعادة الاعتبار الحق لتكاتف حقيقي للقوى التي ناضلت وصاغت وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل وبضمنها إعادة تعزيز جبهة حوار وطني شامل حول تعزيزها وتطوير ما يلزم نظرًا لما استجد من حيثيات يتطلبها واقع سنوات الحرب وعبر هذا وذاك لا بد من أن تأخذ القضية الجنوبية مكانتها كعنصر أساس للحل القادم توافر لها ضمن وثيقة مخرجات الحوار الوطني كل ما تطرحه وطرحته أغلب القوى الحية التي حملت لواء القضية الجنوبية وبدون أخذ جوهر حل حقيقي للقضية الجنوبية، بدونه لا معنى لأي تحرك وتلك مهمة مناطة بالقوى المدنية التي لم تتلوث أياديها بالدماء وجيوبها بالأموال وتحركاتها بالصفقات وكل كلمة ذكرتها في معرض حديثي لها مصداقية وأثر وتواجد فعلي ضمن التشكيلة التي يطلبون منا أن نخضع للعلاج بمشافيها التي تداوي بعقارها القاتل وداوني بالتي كانت هي الداء وهو داء قاتل وليس علاجًا شاف مطلقا مهما زينوا فلن تنطلي الكذبة هذه المرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى