"محارب الصحراء".. ما أهداف مشاركة بريطانيا في تمرين بالكويت؟

> ​تحرص الكويت وبريطانيا على تعزيز التعاون العسكري بينهما من خلال توقيع الاتفاقيات الثنائية، مع تأكيد الأخيرة على مواصلة التزامها بأمن حليفها الكويت.

وتبدي بريطانيا استعدادها التام للتعاون مع الكويت في مجال التدريبات العسكرية، بهدف نقل العلاقات العسكرية بين البلدين إلى مستويات أرحب.

محارب الصحراء

وفي هذا الإطار اتفق الجانبان، في سبتمبر 2021، على استئناف التمرين المشترك، وذلك ضمن خطة عمل جديدة وقعت خلال الدورة الـ17 للمجموعة المشتركة التي عقدت في لندن.

وأعلنت الكويت، مساء الجمعة (4 فبراير 2022)، وصول طلائع القوات البريطانية إلى أراضيها للمشاركة في تمرين "محارب الصحراء-2022" الذي ستجريه، الشهر الجاري، إلى جانب القوات البرية الكويتية.


وتضم القوة البريطانية فريق القتال والهجوم الجوي التابع للواء 16، مع العديد من الأصناف القتالية الأخرى.

وجددت بريطانيا التزامها الكامل بأمن دولة الكويت وجميع الدول في منطقة الخليج العربي؛ باعتبارها منطقة ذات بعد استراتيجي وحيوي بالنسبة إلى أمن المملكة المتحدة، وتقوم القوات خلال التمرين على محاكاة عمليات اقتحام وحرب مدن، على مدار 4 أسابيع كاملة.

التعاون العسكري

وحول التعاون العسكري بين البلدين، قالت السفيرة البريطانية لدى الكويت، بليندا لويس: "إن هنالك علاقة وطيدة وطويلة الأمد تربط الكويت والمملكة المتحدة في مجال التعاون العسكري، حيث يتضمن ذلك التمرين السنوي الواسع النطاق وغيره من فعاليات التدريب المشتركة على نطاق أصغر، والتي يتم تنفيذها من قبل وحدات تابعة للقوات الثلاث لدى القوات المسلحة البريطانية".


وزادت السفيرة، في حديثها مع صحيفة "القبس" الكويتية، في 30 أغسطس الماضي، أنه "بالإضافة إلى ذلك، هنالك علاقة استثنائية وقوية فيما بين أكاديمية الدفاع البريطانية وكلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان المشتركة"، لافتة إلى أن الكلية هي "كلية الأركان الوحيدة في المنطقة التي تم اعتمادها من قبل أكاديمية الدفاع البريطانية وفقاً للتدريب ذي المستوى المكافئ لدورة القيادة والأركان المتقدمة لدى المملكة المتحدة".

وأشارت إلى أنه تم توثيق هذه العلاقة من خلال التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال التعليم الدفاعي من قبل آمر أكاديمية الدفاع البريطانية وآمر كلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان المشتركة، مبينة أن أكاديميات تدريب الضباط لدى المملكة المتحدة تفخر بأن لديها ما يزيد على 300 خريج كويتي من دورات التكليف في البحرية الملكية والجيش وسلاح الجو الملكي.

وشددت السفيرة على أن المملكة المتحدة تشترك مع الكويت في العديد من مشاريع الدفاع والأمن المتعلقة بالتدريب الجوي والبحري والتصدي للمنظومات الجوية المُسيرة من دون طيار والأمن السيبراني.

وأكدت حرص المملكة المتحدة على المساهمة في إنجاز كل هذه الأنشطة، كاشفة عن وجود قسم دفاع نشط في السفارة البريطانية، إضافة إلى فريق خدمة إعارة عسكرية متمركز بشكل دائم على نطاق جميع مجالات القوات المسلحة الكويتية والحرس الوطني الكويتي.

أبعاد استراتيجية

وأكدت بريطانيا، في سبتمبر الماضي، التزامها المطلق بأمن دولة الكويت وجميع الدول الصديقة في منطقة الخليج العربي باعتبارها منطقة ذات بعد استراتيجي وحيوي بالنسبة لأمن المملكة المتحدة.

وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفرلي: إن "الحكومة البريطانية بقيادة رئيس الوزراء بوريس جونسون ترغب في التأكيد على التزامها بالعمل مع شركائها الخليجيين من أجل ضمان أمن واستقرار ورخاء المنطقة عامة".

ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن الوزير قوله: "نحن ملتزمون بالعمل مع الكويت بهدف ضمان أمنها وسلامتها، وهذا بكل تأكيد يبعث رسالة واضحة ومباشرة مفادها أن المملكة المتحدة والكويت تقفان جنباً إلى جنب في الدفاع عن أمنهما المشترك".

وذكر أن بريطانيا والكويت شريكان وصديقان مقربان منذ عقود طويلة؛ حيث إن الكويت تُعد من أقدم المستثمرين الأجانب في لندن، مؤكداً أنه بعد تحرير الكويت من الغزو أصبحت العلاقة بين البلدين الصديقين أكثر قرباً.

وأعرب كليفرلي في هذا السياق عن سعادته بعودة التدريبات العسكرية المشتركة بعد الاتفاق على إجراء تمرين "محارب الصحراء" الذي يُعد أحد أركان التعاون العسكري الثنائي.

وأشار إلى أن البلدين يعملان أيضاً على تطوير التعاون في مجال الأمن السبراني الذي لا يقل أهمية، مشيراً إلى أن الهجمات في هذا العصر "لا تتم عن طريق الدبابات والجيوش على الأرض فقط وإنما تتم كذلك عبر الفضاء السبراني".

رسائل سياسية

يقول المحلل السياسي مساعد المغنم، إن هناك تنسيقاً كويتياً مع قوات التحالف بشكل عام، لا سيما مع بريطانيا التي كانت إحدى الدول الداعمة لتحرير دولة الكويت في مطلع التسعينيات، مشيراً إلى أن وجود بريطانيا في تدريب "محارب الصحراء" لم يعد المشاركة الأولى لها في التدريبات العسكرية مع الكويت.

ويلفت، في حديثه مع "الخليج أونلاين"، إلى أن الكويت تبتعث العديد من الطلبة في كليات بريطانيا العسكرية، لما تحظى به تلك الكليات من تاريخ مميز على الصعيدين الأكاديمي والميداني. 

ويضيف "المغنم" بأن العلاقات الكويتية البريطانية ليست وليدة اللحظة، حيث تتميز العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها علاقة قديمة ووثيقة، تترجم عنها اتفاقية الحماية البريطانية للكويت التي انتهت عام 1961، وهذا يدل على أن الكويت وبريطانيا لهما علاقات سابقة.

ولفت إلى أن هناك تعاوناً، اليوم، على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

وعن أهمية المناورات وأبرز أهدافها، يعتقد بأنها لرفع الكفاءة القتالية للقوات الكويتية من جهة، وأنها تحمل رسائل سياسية تفيد بأن بريطانيا لن تتخلى عن الكويت في حال مواجهة أي تهديدات أو أي مخاطر، من جهة أخرى، مشيراً إلى ما تمر به دول المنطقة من هجمات واستهدافات بالطائرات المسيرة وغيرها.

ويؤكد المحلل السياسي أن دول الخليج مستهدفة اليوم، وتحاول إرسال رسائل سياسية بأن حلفاءها في حالة استعداد وتعاون عالٍ معها، لذلك تجد تعاوناً وتنسيقاً بين كل دول الخليج وكل الحلفاء لمواجهة أي تهديدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى