أريد المكلا حيا ..!

> محمد العولقي

> * تأسس في منتصف أربعينيات القرن الماضي ، ورغم عمره المديد ، لا نسمع له حسا ولا خبرا .. بصدق أتساءل مع تنهيدة من أعمق أعماقي : أين فريق المكلا الكروي الذي عشقناه صغارا وافتقدناه كبارا..؟

* أكثر من أربعين عاما والمكلا غائب عن المناسبات الكبيرة ويكتفي فقط في كل حضور بدور العزول ،لا أعتقد أن (أخضر المكلا) يعاني من عقم في إنتاج المواهب، ولا أظن أن من أسرار مقاطعته للأفراح والليالي الملاح أسرارا حربية أو مؤامرات تُحاك واستهدافات علنية .. لماذا لم تفرخ مزرعة المكلا لاعبين يحملون مشعل الماضي المشرق وينعشون الحاضر المظلم ..؟

* لماذا يواصل المكلا سياسة النوم في كهف العزلة ويحرم عشاقه أمثالي من متعة مشاهدة روعة الأخضر ، الذي كان يهز الملاعب الجنوبية طولا وعرضا و ارتفاعا في أيام سادت ثم بادت؟ .. هل المشكلة في غياب الرؤية الإدارية؟ أم في غياب الهدف الاستراتيجي بعيد المدى؟ أم في العقلية الانهزامية والرؤية الضبابية للحاضر والمستقبل ..؟

* بصدق .. أريد أن أعرف كل شيء من أهل المكلا الأدرى مني بشعابهم عن الأسباب الحقيقية، التي جعلت فريق نادي المكلا بكل تاريخه يتوارى خجلا و كسوفا تاركا الجمل بما حمل لآخرين أقل شأنا منه تاريخيا وشعبيا .. كيف كان المكلا سيد الزمان والمكان وحامل مشعل الكرة الحضرمية باقتدار؟ ،
وكيف أصبح اليوم ذلك السيد وحيدا مثل السيف فردا يلعق مرارة واقعه ، ويرفض مغادرة غيبوبة جرحه ، تتلاشى قواه تدريجيا، ويستنزف ما تبقى له من زمان وصله وكأن له علاقة بفص الملح الذي ذاب ..؟

* ربما كانت الأسباب قهرية لا يستوعبها عقل ، لكنني كمحب ومتيم ، تفتحت عيناه على (روائع الجيل الذهبي في ثمانينيات القرن الماضي) أريد فريق المكلا حيا ، هذا شرطي لأي مصالحة مع جمهور و إدارة الأخضر على أن هذا الطلب ليس له علاقة بشرط اليمامة بنت كليب لعمها الزير سالم.

* أحتفظ لفريق المكلا بأرشيف خاص في ذاكرتي ، أرشيف غني جدا يصلح لأن يكون منطلقا لجيل اليوم، لكن من يقرأ لهذا الجيل طلاسم نجومية زمان الأخضر على أنغام عيني تشوف الخضيرة في كل وادي خصيب ؟.. لقد قدم المكلا أول لاعب جنوبي وعربي معمر في الملاعب هو شيخ الكرة (عمر سويد) الذي ظل لاعبا مبدعا في صفوف الأخضر إلى أن اقترب من الخمسين، وهو اللاعب الوحيد وقتها الذي نافس الإنجليزي ستانلي ماثيوز على لقب أكبر معمر في ملاعب الكرة.

* كان المكلا هو أول فريق حضرمي ، يبلغ نهائي كأس الجمهورية مرتين .. خسر الأولى أمام فريق التلال في عام 1981م بشكل غريب، ثم خسر الثانية أمام الوحدة عام 1984 بشكل مريب .. والمكلا هو أول وآخر فريق على مستوى العالم ، يقدم خمسة لاعبين من أسرة واحدة ، يلعبون جنبا إلى جنب في مختلف المراكز .. من ناصر الناخبي المدافع إلى سعيد الناخبي لاعب الوسط الماهر إلى الجناح الأيسر الخطير والسريع خالد الناخبي إلى الجناح الأيمن عبده الناخبي.

* أفتش في جوالي عن لقطات من نهائي الكأس عام 1984م ، الذي أقيم حينها على ملعب الشهيد الحبيشي ، وأستغرب كيف تقدم المكلا في الشوط الأول بهدفين للناخبيين خالد وعبده ، ثم يخسر في الشوط الثاني من الوحدة بثلاثية ماهر قاسم وجمال سندو وصلاح سالم.
* المكلا قدم للكرة الجنوبية البرنس (طاهر باسعد) ، المدافع الذكي الذي لا يشتت ولا يستخدم القوة المفرطة ، بل يدافع بعقله ويختار الوقت المناسب للسيطرة على المهاجمين، بلا شك لم يأت بعده مدافع يشبهه بحكم الخصال الكثيرة التي كان يتمتع بها رحمه الله ، كان طاهر بالفعل عينة برازيلية في ملاعب الكرة الجنوبية.

* وصفقت كثيرا للاعب الوسط (صالح باموكرة) وحتى الآن لم أستطع مصادرة دهشتي .. كيف لم يلفت هذا الفنان أنظار مدربي منتخبات الجنوب في ذلك الوقت ..؟ .. كما أُعجبت كثيرا بالمهاجم (أحمد بلعلا) وبسرعته وذكائه في التحرك بدون كرة وفتحه الممرات أمام القادمين من الخلف لكنني للأمانة أخذت على خاطري من الحارس (محمد مقرم) ، لأن مستواه أمام وحدة عدن لم يكن في المستوى ، ولو كان في عرين المكلا (العملاق حاج بامقنع) لاختلفت النتيجة حتما .. بالفعل كانت أيام خضراء لها رائحة العطر.

* و آخر قولي مثلما قلتُ أولاً : يا إدارة المكلا ، وجمهور الأخضر أريد المكلا حيا ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى