توقيف المنحة السعودية ليش؟

> لا أدري ولا أفهم ما معنى أن تصل شحنات من الوقود لمحطات الكهرباء في عدن والمكلا ومدن أخرى، لفترة وجيزة ثم تقطع فجأة من دون أن نعلم الأسباب أو نستوضح لحالنا ما الذي يدور وما يخفى ولا نعلمه أو يعلمه غيرنا.

لا أفهم مثل غيري ويقول المثل (قليل سابر ولا كثير مقطوع) ولكن خروجا عن قاعدة هذا المثل نحن لا نحصل على ما يسد الرمق أو كما يقال بالقطارة، لا عدن أضيئت واشتغلت محطات الكهرباء بها ولا المكلا، ونعود مرة أخرى لحكاية الكرة وحارس المرمى وعجزه عن التصدي لها وحين سئل قال لهم أراها أكثر من كرة، فضحك عجوز طاعن في السن، وقال له على الأقل امسك واحدة واترك البقية حتى تمنع الخدعة عنك، وهذا ما نحن فيه كلما انتظرنا أن نجد حلولا مع الإخوة السعوديين حول وقود المحطات، نجد الأمر أكثر تعقيدا وعجزا مما نتعرض له من الشرعية التي ترعانا وتتولى إدارة مدننا ومحطاتنا، وحين تصل دفعة وقود وما أن نلتقط أنفاسنا حتى يقال لنا: خلاص انتهت المنحة، ثم نغوص في الانطفاءات والأزمات والقلاقل وقطع الشوارع والحرائق.. إلخ، ويصبح الوضع (بغيت عامر يعمرنا، فرقز عيونه وفزعنا) أي أننا ما بين شحيح وظالم، ولا أمل في أن تتعافى أحوالنا ولو على المدى القريب.

أيا كانت هذه المنحة مجانا أو قرضًا أو هبة أو موهوبة، فإن غرابة ما بها أنها حتى لو كانت صدقة لما حصلت على الأجر والثواب بسبب التمنان وحجم الأذى الذي يتبعها فلا هي نفعت ولا استنفعت.

صحيح أن حكومتنا معنية بنا، لكنها حاليا مكسورة الشرف ولا حياء بها ولا حشمة، إذ أنشئت محطة كهرباء بعدن ولكنها تركتها خاوية وعرضة للهلاك وسط حروب شوارع، يومية ونفاد وعجز في الوقود، وينطبق الحال على المكلا، فلا سلطة اعتنت بنا ولا حلول غير ما نراه من تدهور وصدام الحكم والشارع وكثرة المبررات.

حديثنا هنا عن المنحة السعودية بوضعها الحالي المتقطع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولو أرادوا حلولًا لنفذوها بخصوص منح الوقود، فالصيف ورمضان قادم وتوقف هذه المنح القادمة من السعودية هو إعلان عودة إلى معاناتنا القديمة وزيادة في جلدنا ومعاقبتنا، وما نقول إلا أنتم وشرعكم، فولي أمرنا لا شرع له ولا ناموس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى