بين مقتل جلود ومقتل نائف الهندي

> طريقة التحقيق مع الهندي صاحب نصاب ثم قتله، أظهرت الصورة السيئة لتلك المناطق، وأن نخبها السياسية منفصلة عن واقعها، بدءًا برئيس الجمهورية، ثم النخب العسكرية والإعلامية، فالكل مشغول بتصليح أوضاعه، أما مشايخها فقد فقدوا معنى المشيخة.

الهندي قاتل اقتصوا منه في لودر، سواء كان بحالة مرضية - كما ما ردده الكثير أم لا، فهذه جزئية لم يعد لها معنى بعد تنفيذ القتل ولا خلاف فيها، ولا خلاف أيضًا أنه في غياب الدولة ومؤسساتها يقوم تشريع موازٍ سواء سمّيناه قبلي أو غيره؛ لكنه تشريع غير منحطٍ أخلاقيًا؛ إذ يحفظ للقاتل كرامته وإنسانيته ويقتله ويحفظ كرامة جثته بعد قتله.

الحزام الأمني جهة ضبط رسمية بحكم القانون لكن تسليمه المتهم لأولياء الدم لتنفيذ حكم الإعدام سابقة تكريس لشريعة الغاب.

والخلاف أيضًا في طريقة التشهير التي غذاها الجميع في لودر وإن أظهر بعضهم الآن الاستنكار بعد تسريب مقاطع عن تعذيب الهندي وطريقة تنفيذ إعدامه ثم دهسه؛ بل إن التعبئة شاركت فيها مؤسسات إعلامية، بأن الهندي ومن معه عصابة نهب المال ويعلم أماكن النهب وأنها ليست الورش بل الطرقات.

لم يكلف الحزام الأمني نفسه إيضاح ملابسات قضية جلود وهل هي عصابة نهب كما رددوها أم حالة نفسية أم أي تبرير، كان الواجب أن يقدمه باعتباره سلطة قبضت على الهندي ومن معه؛ بل قام الحزام بكلفتة مزرية، وظهر مقطع مزري مثير لتعذيب الهندي والاحتقار والازدراء ليس للحزام فقط "ففاقد الشيء لا يعطيه" المقطع أثبت أن صفة تافهة قليلة في وصفهم بل لمن يضعون أنهم نخب قبلية ومجمعية التي توافد منهم رموز منذ أشهر واعتصموا بجوار معسكر العلم في شبوة لنصرة المظلومين حد وصفهم.

أين كانوا من ضمان حق محاكمة عادلة للهندي؟ قد لايكونون قادرين، لكن أين كانوا من طريقة تنفيذ قتل تحفظ كرامة جثته بعد إعدام؟

فاقد الشيء لا يعطيه أيضا.

الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " كان حريا على الحزام الأمني أن يحفظوا كرامة الرجل عند التحقيق معه وعند قتله فطالما وقد اتخذوا قرار القتل والحكم ليس عبر قضاء فلينفذ القتل أحد أفراد أسرة المقتول لكن تكون إجراءات تنفيذ القتل تحت سيطرتهم ليست بتلك الوحشية التي انفلتت من كل مُثُل.

أصبحت القضية قضية رأي عام وفيها استغلال سياسي ومن هذا المنطلق صحا ضمير بعضهم من إعلاميي لودر وغيرها وأخذت أقلامهم تستثمر قتل الهندي/ جلود لكنهم يحملونها المجلس الانتقالي وهو تحليل تافه كتفاهة حزام لودر الذي تخلى عن مسؤوليته وكتفاهة صحوة الضمير المتأخرة التي لا يهمها ما جرى للهندي ومن معه بل يهمهما نقد الانتقالي.

وفي ذات الاستغلال أقلام في شبوة تستفز المحافظ بن الوزير وجعلوها مناسبة لنقده وهدفهم معروف فالمحافظ لن يتصرف إلا من منطلق مسؤوليته كمحافظ لاحتواء ما يمكن احتواءه.

رحم الله جلود والهندي فقد أظهر قتلهما أن كثيرًا من الأحياء ميتين حتى لو كتبوا أو استعرضوا بالأطقم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى