سفرا ميمونا... وعودا حميدا

> الكل يدرك ما هو حال البلاد والعباد الحالي. تدهور وتقهقر وتخلف لا يتوقف في كافة القطاعات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والأمنية والتعليمية والصحية وبنية تحتية وعامة مرافق الخدمات من كهرباء وماء واتصالات إلخ.

هو وضع سرطاني يمكن أن يوصف بالسيء الأسوأ المستمر الذي لم تشهده البلاد ولم يختبره العباد من قبل قط. هي حالة إحباط وبؤس وشقاء ومعاناة يشعر بها الغالبية العظمى من المواطنين. هو زمان صعب وثقيل بكل معنى الكلمة، حال يستدعي عمل دؤوب، مخلص، متفاني، متقن وأمين من كل أصحاب ال "همة" وال "نخبة" والذين أدوا القسم على "كتاب الله" وبمختلف انتماءاتهم السياسية وممن قبلوا طوعا، لا كرها، بتحمل المسؤولية الملقاة على رقابهم، كل في مكانه/ منصبه/ كرسيه: قاسمهم المشترك "خدمة الوطن وشعبه".

- كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سفر مسؤولي الدولة إلى الخارج في مهام رسمية بحثة او رسمية يتم ربطها لاحقا بشخصية او سرية او خاصة.

- تضخم هذه الظاهرة مؤخرا يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف وجود وحضور الدولة القوي والفعلي متمثلا بالعمل وتطبيق النظام والقانون بصفة عامة في كافة مرافقها ودوائرها ومؤسساتها وفي إطار الهيكل العام والتي يعرف ويحكم طبيعة وأسس وأطر مهام ووظائف الكادر الحكومي عامة والأول التنفيذي منه خاصة Senior Govt. Executive، بدا من رئيس الوزراء وأعضاء مجلسه إلى عموم المحافظين (محافظات، بنك مركزي إلخ) والسفراء وإلى أعلى مناصب الدولة التنفيذية في مجالات كالقضاء والأمن والشرطة.. إلخ.

- ولكن في مثل هذه البيئية العامة الراهنة والمدمرة كان من الطبيعي تعطل وغياب أدوات وأنظمة ولوائح الرقابة والمتابعة والمحاسبة مما اسهم وسرع بالوصول إلى ما نحن عليه من وضع قائم قاتم وشائن.

- ولعل الكل يدرك ويعلم تمام المعرفة ونتيجة لما هو عليه الوضع كافة وعامة الأهمية القصوى والحاجة الماسة لتواجد المسؤول التنفيذي الأول لأداء ما في استطاعته في وضع جل خبرته وجهده ووقته مع وبمساعدة فريق عمله في رسم خطط عمل ووضع مقترحات وتوصيات وإيجاد المخارج والحلول الممكنة والعملية في ظل ما هو متوفر من إمكانيات/ موارد. هي حالة تستدعي تواجد "شخصي وفعلي ومعنوي" للمسؤول. لا مجال ولا مكان إطلاقًا ولأي سبب من الأسباب للغياب حتى لأقل الفترات الزمنية.

- ولكن وللأسف وبرغم إدراك هؤلاء المسؤولين التنفيذين بكافة شرائحهم لهول الوضع الكارثي الذي نعيشه معا في مختلف القطاعات والأصعدة، فإننا نراهم يهرولون ويتسابقون للسفر إلى الخارج لحجز مقاعدهم لحضور جلسات ومؤتمرات وورشات عمل ولقاءات وتشاورات واجتماعات ومعارض.. إلخ هي مضيعة للمال الغالي والنادر والشحيح والوقت الثمين والنفيس نظرا لظروف الوطن.

- ومن جانب آخر هناك ثلة أخرى من المسؤولين التنفيذيين للدولة تسافر إلى الخارج في رحلات اجازات وعطلات استجمام ولفترات تتعدى في مجملها الحد القانوني المسموح نظاميا: وهي عادة تتكرر أكثر من مرة في العام.

وللسخرية يسوق البعض منهم تفانيه وجهده في إتمام بعض شؤون مهامه حتى وهو في عطلته الشخصية.

- نقول لكل هؤلاء سافروا جوا او بحرا او برا كما يحلو لكم وعودوا متى شئتم دون حسيب او رقيب.

وأنت يا مسؤول وأنت تغيب عن كرسيك في سفر شخصي/ عائلي وتترك الحبل على الغالبية. ألا ينبئك ضميرك؟

- لماذا جميعكم لا تفصحون وتتكتمون علينا بنتائج أسفاركم مهما كانت نتائجها وطبيعتها؟

- الجواب واضح وجلي.. أليس كذلك؟

- جميع حكومات العالم من متقدم ومتأخر يضعوا برامج تقليص النفقات والصرفيات عامة وبند السفريات خاصة "ويتقشفون" بجد واجتهاد ونحن "نتخشف" بدلع وفهلوة !!!.

- سفرا ميمونا وعودا حميدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى