روسيا رأس حربة لإنهاء نظام القطب الواحد

> ما يجري في شرق أوروبا ليس خاصا بأوكرانيا لوحدها، وهذا ما أكده السكرتير الصحفي للكرملين ديمتري بيسكوف، فأوكرانيا هي جزء بسيط من المشكلة فقط، والمشكلة الأعمق هي مرتبطة بنتائج انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية حلف وارسو.

هناك صراع محتدم منذ أكثر من ربع قرن بين دول كثيرة وأهمها الصين وروسيا الاتحادية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت بنهاية الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو نظام القطب الواحد الذي تسيدت فيه أمريكا على العالم وتدخلت منفردة وشنت حروبا خارج إطار قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة مثل ما حصل في أفغانستان والعراق.

روسيا الاتحادية تضررت كثيرًا منذ أن بدأ حلف الناتو يتوسع في شرق أوروبا ويجتذب لعضويته دولًا كانت حليفة لروسيا وتدور في فلكها.

الولايات المتحدة حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة تعيش في تحلل داخلي وتعاني من الديون الداخلية والخارجية ولديها مديونية بالسالب 44 ترليون دولار، وهذا مبلغ ضخم وأصبحت كالبالونة المنفوخة هواء وأبسط شوكة ستفرقعها.

وبالإضافة إلى حروب النفط والغاز تحاول أمريكا منع روسيا من التغلغل في أوروبا الغربية المحتاجة بشدة للغاز الروسي، فإن روسيا تتخذ من التوسع الغربي لحلف الناتو شرقاً ذريعة لتحقق بها عدة أهداف ومنها الدفاع عن أمنها ومنع الحلف من تهديدها بالأسلحة الهجومية على مقربة من حدودها وبالذات ضم أوكرانيا إلى الحلف، وكذلك فرض تمددها اقتصاديا من خلال مشاريع إمداد أوروبا بالغاز الروسي.

روسيا قبل أسابيع عقدت ما يشبه الحلف العسكري من خلال إعلان بيان بوتين وشي بينج في بكين الذي من أهم بنوده رفض التمدد لحلف الناتو ورفض أحادية القطب في النظام العالمي، إضافة إلى إعادة هيبة الأمم المتحدة والشراكة العالمية وتعدد القطبية للنظام العالمي.

بيان بوتين وشي بينج رسم تحولا سياسيا جديدا سيغير العالم والضغوط والحشود على أوكرانيا وتعزيز قواعد روسيا في سوريا والمناورات الضخمة بما فيها الاستعداد للصواريخ الباليستية العادية والنووية هي إشارة إلى التحدي الجديد للهيمنة الأمريكية مؤذنة بنهاية تلك الهيمنة.

روسيا الاتحادية اليوم هي رأس الحربة للتغيير ولو بشن حروب في الامساحة الأوروبية أو التلويح بها، فيما تعد الصين القاعدة الخلفية اقتصاديا وعسكريا لمؤازرة روسيا في معركة إنهاء هيمنة القطب الواحد على السياسة العالمية.

سنشهد بناء على ذلك التصعيد الروسي تناميًا للدور الإيراني في المحيط العربي خاصة أن الغرب يقف حائراً ومتخاذلا بمواجهة إيران وعدوانيتها تجاه محيطها العربي.

ولم يتبقَ أمام الدول العربية سوى إيجاد قاسم مشترك فيما بينها وفهم المتغيرات الجيوسياسية وبدء الحوار المباشر مع إيران لإيجاد صيغة جوار مشترك يخدم مصالح الجميع.

قريبا سنشهد تراجعا وتنازلات أمريكية وغربية لروسيا الاتحادية وستلبى طلباتها ومخاوفها الأمنية بالحوار أو بالحرب الخاطفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى