الجنوب الساحة المفتوحة.. وكالة بدون بواب

> عجيب أمر البعض يترك أهله وشعبه ويأتي إلى الجنوب هاربًا أو نازحاً أو بأي شيء آخر يتدثر به ويتحول إلى حاكم ومتنفذ يأمر وكأن الجنوب أرض بلا شعب.

هم يعتقدون أن شماعة الوحدة هي الشماعة التي يتشعبطون فيها ناسين أنهم ذبحوها من الوريد إلى الوريد أولاً في انقلابهم على مشروع الوحدة النهضوي الذي بادر بالجنوب وقدمه على طبق من ذهب إليهم، وبدل أن يقابلوا الكرم الحاتمي الجنوبي الذي سلمهم دولة وشعبا طيبا، قاموا بجلب كل مجاهدي العالم الذي أرسلهم العم سام للقتال بالنيابة عنه في أفغانستان واخترعوا قصة الجهاد ضد الجنوب الذي دخل الوحدة طواعية، وقاموا بغزوهم الاول الذي شهد العالم همجيتهم وعنجهيتهم وشلحوا الجنوب ومؤسسات دولته أمام شاشات التلفزة العالمية التي كانت تنقل بالصوت الصورة حجم الدمار والنهب أثناء دخولهم عدن.

المفارقة العجيبة أن البعض منهم سلم الدولة في صنعاء، بل تحالف مع الحوثي وجهز الجيوش لغزو عدن والبعض الآخر هرب ليبحث عمّن يتحالف معه ليعيده إلى داره، وهذا البعض كان مشاركًا في الغزو الثاني للجنوب مستخدمًا قاعدته الأمنية التي بناها في الجنوب من أدوات مخفية وخلايا نائمة وجيش مجهز وقناصة تم زرعهم في جبال وحوافي مدينة عدن، لكن شاء القدر ألّا يسمح لهم أن يحتلوا عدن وعادوا يجرون أذيال الهزيمة.

التجربة تقول إن اتفقوا في صنعاء أو اختلفوا فإن ذلك لا يغير في الأمر شيئاً، فالجنوب يجمعهم وهذا تاريخهم المليء بالغدر والخيانة وخلال السبع السنوات الماضية أثبتت الأحداث أن الذين في صنعاء أو الذين في الرياض هدفهم الجنوب، ودليلنا على ذلك غزوة خيبر الذي شنتها الشرعية لاحتلال عدن والذي أتى لاجئًا وتم الترحيب به لكي يوفر الجنوب له الظروف ليذهب ويأخذ بثأر عمه وأهله، لم يلبث إلا أن يذهب إلى الجنوب ليبحث عن موطئ قدم ونسي أن له ثارًا في صنعاء، وهذا ما يؤكد كلامنا بأنهم لا يمكن أن يتركوا الجنوب فهو هدفهم النهائي وهو الجائزة التي يتسابق المتسابقون لنيلها تحت أي طرف ولو بمساعدة الشيطان ولا يهم في ذلك فالغاية تبرر الوسيلة في قاموسهم.

هناك قادة وعساكر يعسكرون لسنوات في عمق حضرموت والجنوب ولا تهتز لهم شعره بأن بلادهم وأرضهم وأهلهم يتحولون نحو المذهب الشيعي الإيراني ويصبحون خدمًا لإيران وللمشروع الإيراني، وبإصرار يطلبون من الجنوبيين أن يذهبوا للقتال بالنيابة عنهم.. ما هذا ولماذا هذا الإصرار على البقاء في أرض الجنوب ويتركون بلادهم ترزح تحت المشروع الإيراني الذي لا يهدد الأمن القومي العربي، لكن يهدد وجودهم كمجتمعات ويهدد إرثهم التاريخي الذي توارثوه عبر القرون ليصبح نسخة طبق الأصل لمجتمع وإرثًا آخر لا يمت بصلة لأرض اليمن والجزيرة العربية؟ المشكلة ليست عندهم لكنها عندنا نحن الجنوبيين الذين بَعضُنَا ما زال يقبل بالغريب يحكمه ولا يقبل أن يتصالح مع أخيه وصهره وابن عمه، وما زال البعض يتمترس حول أوهام بغيضة لا تمت لمجتمعنا الجنوبي بأي صلة عدا الهوس في أن يبقى ذيلاً لا رأساً يسترزق مع الغير ويرفض أن يكون حاكما وأصيلا في بلده سيدا على أرضه وعلى ثرواته.

الثغرة موجودة بيننا لم نستطع أن نسدها بسبب جشع البعض الذين شعارهم إما أحكمكم بما يحلو لي أو سأتعاون مع الغير لأحكم الجنوب كوكيل له وما همني وسأتمسك بالوحدة الوهم، التي يعرف هو قبل غيره أنه لا يملك فيها شيئًا من هيبة الحكم إلا أنه يعرف بأنه مجرد تابع ذليل.

عودوا إلى رشدكم أيه الجنوبيون قبل فوات الأوان وإلا ستجدون أنفسكم على قارعة الطريق، تمسكوا بأرضكم وبتاريخكم وبثوابتكم وتصالحوا وتسامحوا فيما بينكم وهو أشرف الطرق وأفضلها للعيش المشترك، فالجنوب يتسع للجميع بما فيه من خيرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى