أعمدة إشارات المرور

> أول إشارة (عمود) مرور في العالم أضيئت بالغاز وشغلت يدويًا كانت في لندن في العام 1868م. وأول جهاز تنظيم مروري أتوماتيكي كان في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية في العام 1910م.

- عدن كانت أول مدينة في الإقليم ومن الأوائل في المنطقة التي أدخلت الإشارات (الأعمدة) المرورية الأتوماتيكية لتنظيم حركة المرور في شوارعها المزدحمة عامة والرئيسية منها خاصة، وذلك في أوج طفرتها وازدهارها التجاري في خمسينيات وأوائل ستينات القرن الماضي برغم أن مساحتها الجغرافية المتواضعة آنذاك التي كانت نحو 100 كيلومتر مربع: مساحة لم تتوسع/ تتغيرا جذريا حتى 1990م.

- وعلى مر الوقت اكتسب وتأسس لدى سكان عدن ثقافة الالتزام والاحترام ومراعاة لقوانين السير والمرور عامة عند قيادة المركبة، أو التوقف و/ أو الانطلاق بالمركبة، أو الانضباط عند التوقف المفاجئ/ الاضطراري/ الجانبي في الطرق.

- بإيجاز، الغرض الرئيس لإشارات (أعمدة) المرور هو مساعدة شرطة المرور في ضبط ومراقبة ومتابعة حركة المركبات بكافة أنواعها وأحجامها ومن جهات مختلفة، من/في نقطة ما/ ميدان.. إلخ لضمان وبدرجة رئيسية السلامة العامة للمشاة. وكذا تأمين حركة مرورية انسيابية وسلسة لتفادي أي نزاعات/ اختناقات/ عنق الزجاجة في هذا الخصوص قد تؤدي إلى تعطل أو ضرر لمصالح وحقوق المواطن.

- وللعلم، فإن الدور المحوري والفعال لأعمدة إشارات المرور مازالت قائمة ونشطة في أغلب شوارع وطرق بلدان العالم، متقدم ومتأخر، عربي أو أعجمي. من نيويورك إلى باريس إلى القاهرة إلى جزر القمر.

- بعد الوحدة اليمنية وفي نهاية الألفية الثانية اتخذ قرار سياسي جائر وغير مدروس وغير علمي بإلغاء العمل بإشارات(اعمدة ) المرور من كل طرق وشوارع وميادين محافظة عدن، وبدلًا عن ذلك ولسبب أو لآخر تم وضع أفراد من شرطة المرور، للقيام بهذا الدور. وما آلت إليه الأمور بعد ذلك.

- ومنذ ذلك الوقت وإلى حينه كبرت واتسعت مساحة محافظة عدن وعدد سكانها بنحو 10 أضعاف. وجلب هذا النمو الجغرافي والسكاني الاستثنائي اعداد فلكية وغير مسبوقة من المركبات بكل أشكالها واحجامها وموديلاتها تجوب كل المحافظة مسببة ازدحامات واختناقات ومشاكل مرورية "يعجز ويفشل" العامل الإنساني من "رجال المرور" في حلها او حتى التخفيف منها. فتارة نرى الشارع / الميدان خالي "منهم" وتارة اخرى "نراهم" مجتمعين معا في قطر دائرة ضيقة جدا " لا حول ولا قوة لهم" يتبادلون أطراف الحديث.. ربما عن "رواتبهم" التي لم تدفع لهم والمستحقة منذ أشهر.. أضف إلى ذلك ما "فقدته وخسرته" وظيفة ومكانة هذا الإنسان من "هيبة وتقدير واحترام" بسبب انعدام وغياب "النظام والقانون" (البلطجة) وأدواته الرادعة.

- الوضع الراهن هو " حالة فوضى عارمة" عامة للمرور في محافظة عدن. زيارة لاحد أشهر الطرق /الميادين تؤكد هكذا وضع.

- لقد اصبح لدينا جيل لا يعرف قوانين المرور ولم يرى في حياته "عمود إشارة مرور".

- وظائف اعمدة إشارات المرور لم تعد أحمر اصفر اخضر فقط. بل تطورت علميا وكفاءة وازدادت وظائفها وخدماتها لتشمل فحص صلاحيات رخص ولوحات وأرقام السيارات، بالإضافة إلى المراقبة والتنظيم والتنسيق للمرور عن بعد وكذا المتابعة والتقصي لمهام وأعمال مصيرية لأمن واستقرار الوطن.

- انصبوا أعمدة إشارات المرور مجددًا ولتكن منعطفا وعودة إلى النظام والقانون في شوارع وميادين عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى