بدخل سنوي يزيد عن 70 مليون ريال.. مدرسة مزدوجة تجمع الرسوم وتهدد المعلمين

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

> طلاب المدرسة الدولية بين النظام الحكومي والخاص واللا نظام..
قرارات مجحفة بحق الكادر وإهمال ينعكس على تحصيل الطلاب

من الطبيعي أن تكون المدرسة هي مكان آمن يلجأ إليه الطالب لتلقي العلم والمعرفة التي تنمي مهاراته وتصقل شخصيته، وتؤهله لينخرط في المجتمع كفرد صالح، وذلك طالما كانت هذه المدرسة توفر جوًّا من السكينة والهدوء الذي يعين الطالب على الاندماج في اليوم الدراسي بلا معوقات أو منغصات.


المدرسة الدولية الشاملة إحدى مدارس محافظة عدن، يعاني طلابها ومدرسوها كثيرًا من المتاعب التي تنغص عليهم حياتهم وتجعلهم يعيشون همومًا ومتابعات تعكر صفو الأجواء الدراسية. هذه المدرسة لها النصيب الأكبر من التشرد، فبعد أن كانت مدرسة واحدة منذ التأسيس من مرحلة التمهيدي "KG" إلى المرحلة الثانوية كمدرسة خاصة مختلطة لها زي مختلف، تدرس باللغة الإنجليزية، وبعد الوحدة تقسمت المدرسة لتصبح ثلاث مدارس؛ نتيجة للكثافة الطلابية.

طلاب المدرسة الدولية بين النظام الحكومي والخاص واللا نظام..
طلاب المدرسة الدولية بين النظام الحكومي والخاص واللا نظام..

الطلاب الدارسون في الدولية الشاملة لا يستطيعون تحديد نوع المدرسة، حكومية كانت أو خاصة، فهي تتبع وزارة التربية والتعليم، وطلابها يدفعون رسومًا دراسية سنوية. وإن كانت حكومية فأين تذهب ملايين الريالات المدفوعة كرسوم فيما معلموها المتعاقدون يظلون بلا مرتبات لشهرين وأكثر.

مجموعة من معلمات المدرسة زرن "الأيام" لتقديم مناشدة عاجلة إلى محافظ عدن مضمونها (أنقذنا من التشرد والضياع. التاريخ يعيد نفسه ففي عام 2009 م أضرب الطلاب والمدرسون وكانت لهم وقفة احتجاجية أمام بوابة صحيفة "الأيام" وها هم اليوم يكررون الوقفة ذاتها لإيصال صوتهم وأخذ حقهم.

30 ألف ريال يمني، هي الرسوم السنوية للطلاب من المرحلة التمهيدية إلى السادس الابتدائي، و35 ألفًا لطلاب الصف السابع إلى الثالث ثانوي، هذه الرسوم بالطبع لا تشمل قيمة الكتب الدراسية التي يتم بيعها بأسعار مرتفعة نظرًا لحاجة الطلاب لها. وبالحسبة التقريبية لـ941 طالبًا في المرحلة التمهيدية، و450 في الصف الخامس إلى الثالث ثانوي أولاد، و1116 طالبة في مختلف المراحل، حوالي 2502 طلاب وطالبات، إذا استثنينا منهم المعفيين من الرسوم من أبناء المدرسين والتربويين، ما لا يقل عن 75 مليون ريال تسلم سنويًا لإدارة المدرسة الدولية الشاملة، ولا أثر لها حتى بشراء أقلام للمعلمين.


تقول إحدى المعلمات: "لا نجد مخصصات أقلام، يصرف لكل معلمة قلم واحد طوال الشهر ولنا إلى الآن شهرين لم نستلم مما يدفع المعلمات لشراء الأقلام من جيوبهن لاستكمال اليوم الدراسي".

وتضيف: "حتى الكتب ليست متوفرة، فكتاب القراءة العربية وكتاب التربية الإسلامية يطلب من الطلاب شراؤها من خارج المدرسة، كون المدرسة ليس لديها كتب كافية في المكتبة"، وتعلق أخرى بأنهم كانوا يستلمون جميع الكتب والأقلام من مكتبة المدرسة التي أصبحت خالية. "نذهب إلى مكتب التربية للحصول على مخصص الأقلام"، تؤكد المعلمة.

وتعاني المعلمات في هذه المدرسة من عراقيل شتى، "على الرغم من أن لبعضنا سنوات في عملهن تصل إلى 28 عاما، إلا أننا دون عقود عمل ونعاني تأخير رواتبنا التي هي بالأصل ضئيلة جدًا، لا تتناسب مع دخل المدرسة السنوي، سيما وأن الطلاب يدفعون الرسوم بانتظام"، قالت إحدى المعلمات.

قرارات مجحفة بحق الكادر وإهمال ينعكس على تحصيل الطلاب
قرارات مجحفة بحق الكادر وإهمال ينعكس على تحصيل الطلاب

وتلجأ المعلمات لإعلان الإضراب تارة وتأخير تسليم أوراق الاختبارات تارة أخرى، للضغط على الإدارة بتسليمهن مرتباتهن المتأخرة. "تتوقف مرتباتنا والرسوم وإيجارات المقاصف لا تتوقف".

وأكدن بأنهن لم يحصلن على عقود عمل من سابق إلا في فترة إدارة د. مهدي عبدالسلام، ولمرتين ثم توقفت العقود منذ ذلك الحين وحتى الآن في ظل إدارة د. عبدالله النهاري، حسب قولهن، ما يشكل إجحافًا حقيقيًا وإهدارًا لسنوات عملهن لا تحسب لهن.


وتحدثت المعلمات عن اكتفائهن من التهديدات بأن يتوقف صرف المرتبات من شهر أبريل القادم، "نحن المتعاقدات نعمل 8 أشهر كاملة بكل عام دراسي، كنا نبدأ من أكتوبر وحتى مايو، ما عدا الثلاث السنوات الماضية يبدأ العام الدراسي من سبتمبر، وتم تهديدنا بأنه. لا زياد في الراتب ولا عقود عمل ومن لا يعجبها الوضع تغادر".

تعقيدات جديدة تقف في وجه معلمات المدرسة الدولية المتعاقدات والأساسيات على حد سواء، حيث أصدر مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة قرارًا بمنع المتعاقدات والمدرسات من إعفاء الرسوم الخاصة لأقربائهن من الدرجة الأولى، والسماح بإعفاء الأبناء، وتجد المعلمات في ذلك زيادة في الظلم؛ إذ إن منهن غير متزوجات ولديهن أبناء أخت أو أخ يعيشون في نفس المنزل، والبعض لديهن أحفاد لا يستطيعون الاستفادة من الإعفاء بسبب القرار الجديد.

"قضينا عمرنا في تعاقد دون عقود ورواتب ضئيلة وكنا نستفيد من الإعفاء والان جاء قرار مدير التربية المجحف في حقنا نحن المدرسات أساسيات ومتعاقدات ممن ليس لدينا أبناء حيث وصل الأمر إلى حجز شهادات الطلاب وإعطاء أمر بدفع الرسوم المدرسية، تم توزيع الشهادات لكافة الطلاب وتم استثناء أقرباء المعلمات المتعاقدات والأساسيات، وحجزت شهاداتهم بحجة عدم دفع الرسوم، فكم هو مؤلم أن تمنع شهادة طالب بقرار لم يراع مشاعر الأطفال، ونحن في نهاية عام دراسي نجد قرارات مجحفة كان مفترض أن تكون من بداية العام الدراسي حتى لا نتفاجأ بها" توضح المعلمات.

معظم المدارس تعاني من تدني مستوى النظافة، وفي المدرسة الدولية الوضع لا يختلف، فالحمامات تطفح وتصل إلى الصفوف الدراسية معكرة الحصة بروائح كريهة، وكحل ترقيعي عملت الإدارة المدرسية على إغلاق الحمامات في وجه الطلاب في الطابق الأول وأبقت على حمامات الطابق الأرضي، لعدم وجود عدد كافٍ من عاملات النظافة، ما يتسبب بضغط قوي على الحمامات في الفترتين.


وتعمل في المدرسة قسم الأولاد 4 منظفات اثنتين منهن في الفترة الصباحية واثنتين في الظهيرة، وفي قسم البنات 5 عاملات 3 في الفترة الصباحية و2 في الظهيرة، إلى جانب عاملتين في القسم التمهيدي، تستلم كل واحدة منهم راتبًا لا يتجاوز 22 ألفا و400 ريال، فيما أجرة المواصلات تصل إلى 26 ألفا وأكثر، ما يعني أن الراتب لا يغطي أجرة تنقلهن إلى المدرسة بشكل يومي. ليس ذلك فحسب بل يجد العاملات صعوبة في أداء عملهن، حيث تصرف لكل فترة عبوة "كلوركس" متوسطة الحجم، "ديتول" 10 مل، و10 أكياس صابون من الحجم الصغير، ولمدة شهر كامل لكل حمامات المدرسة.


واقع المعلمات الصعب يشابهه واقع الطلاب الذين يجدون أنفسهم في بيئة تعليمية غير صحية، وحمامات مغلقة، إلى جانب المظاهر المشوهة التي يتسبب بها النازحون الذين يسكنون ثانوية الجلاء الملاصقة للدولية.


السور الفاصل بين المدرسين ينهار ما سمح بتسلل النازحين وأغنامهم إلى حرم المدرسة، هذا والإدارة المدرسية لا تسمع ولا ترى، لا شيء سوى التضييق على المعلمين وجمع الرسوم بصورة منتظمة للغاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى