وقفة نسائية صامتة احتجاجًا على تدهور الأوضاع وصدمة الحرب

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

> نظمت مجموعة من نساء عدن، عصر أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية في ساحة العروض، رفضًا لما وصفوها الوضع المتدهور، وغياب الخدمات، وارتفاع الأسعار، وتدهور العملة، وتهميش دورهن، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 112 لليوم العالمي للمرأة 8 مارس.

وقالت المشاركات في الوقفة واللاتي يمثلن منظمات وناشطات حقوقيات ومواطنات إن "المساواة بين الجنسين، إلى جانب كونها حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات، وإطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة" مشيرين في بيانهن الصادر عن الوقفة إلى مطالبات بضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب النساء في صفوف أفراد الشرطة والمحاكم والنيابات، وتوفير الحماية من جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك العنف المنزلي، ووضع آليات يمكن من خلالها للضحايا إبلاغ الجهات الرسمية المختصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتيسير حركة النساء وتنقلاتهن، وتيسير إجراءات حصولهن على الأوراق الثبوتية، واتخاذ تدابير فعالة للتصدي للعنف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية ضد المرأة، وضمان حق المرأة في عدم التعرض لأي شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتصدي للمواقف الاجتماعية والثقافية التي يستند إليها وجعل احتجاز النساء، بما في ذلك المهاجرات، في ظروف تلبي المعايير الدولية.


وقال البيان: "ستظل النساء اليمنيات كما هي عادتهن يناضلن لأجل مستقبل وواقع أفضل يقوم على الشراكة العادلة والكاملة في كل مناحي الحياة دونما انتقاص، ومستمرون في النضال دون كلل أو ملل".. مؤكدات بأن المرأة اليمنية في ظل الظروف الصعبة التي أفرزتها الحرب، تنزوي كالغصن الكسير، تكابد همومها بكاهل متضائل أثقله الضغط الناجم عن التعامل مع صدمة الحرب والأزمات، مع تحمل المسؤولية عن الحفاظ على أسرتها ومجتمعها ما يضع ضغوطًا غير مقبولة خلال سنوات الصراع وتداعياتها التي أكلت أخضر عمرها، ويابس سنين عطائها، فهل تربي الأيتام، أم تداري دمعاتهم المحروقة على الخدود الغائرة، أم تطعمهم من العدم، أم تبحث عن قيمة علاج الأوبئة التي تنهشهم هي الأخرى، كأنها براكين الحرب؟!


وتابع البيان: "هي المرأة اليمنية، التي وجدت نفسها في مواجهة مباشرة منفردة كالسيف، مع كل ما يحيط بها، سواء في مخيمات النزوح أو في القرى البعيدة والمنسية من أبسط معايير الحياة الكريمة، أو حتى تلك التي تقطن المدن المكتظة بالفقر والغلاء والأوبئة القاتلة والمليشيات الأمنية العابثة بحياتها والمصادرة لحرياتها، فنجدها تخوض حروبًا إضافية تفوق ظروف الحرب الدامية ذاتها، سعيًا منها إلى فك أغلال قيود مجتمع ذي تركيبة متطرفة وقبلية منغلقة أو محافظة في أفضل حالاتها، إضافة إلى ما خلفته الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من ثمان سنوات من أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، عمقت معاناة "النساء اليمنيات" التي لا تنتهي في كل ربوع الوطن الذي مزقته الصراعات والحروب".

وأضاف البيان "على الرغم من كل هذه الظروف، فإن المرأة في اليمن قدمت دورًا كبيرًا في جوانب بناء السلام والإغاثة والرصد والتوثيق للانتهاكات ومساعدة النازحين والحماية القانونية للمُعنفات والأطفال، بينما نجدها في المشاركة السياسية تُستبعد من كل الأطراف بشكل متعمد، وعدم التزام كل الأطراف السياسية بالنسبة التي أُقِرت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهو احد مرجعيات السلام الثلاثة في اليمن بتمثيلها بما لا يقل عن 30 في المئة وبالرغم من وقوعها في واقع مضطرب، ومحيط يستعيب مجرد خروجها من منزلها، فإن المرأة اليمنية سجلت حضورًا بارزًا في سلم النجاحات المحلي والدولي بعد أن شقّت طريق العوائق وقهرت الصعاب وتغلبت على كل العنف والتهميش الممارس ضدها".


وقال البيان: "في واقع الأمر معاناة المرأة في اليمن لا تقتصر فقط على واقع الحرب وما فرضته من صعوبات جمة، بقدر معاناتها من القوانين الاجتماعية الظالمة التي كبلتها وجعلتها مستضعفة لا تستطيع الحصول على أبسط حقوقها، فالمرأة اليوم تُقتل وتسجن وتختطف على مرأى ومسمع الجميع".

وأشار الى إن النساء والفتيات يواجهن اليوم قيودًا صارمة على حرية الحركة بسبب عدم الاستقرار الأمني، والخوف من الاختطاف والتحرش اللفظي والجنسي ويُحظر عليهن التحرك دون مرافقة من ولي، مضيفا أن القيود المفروضة على حرية المرأة في التنقل، جعلت الوصول إلى العدالة أمرًا صعبًا بالنسبة للنساء بشكل عام واللاتي يعشن في المناطق الريفية الفقيرة والقبلية بشكلٍ خاص، لأنهن يواجهن قيودًا شديدة على حرية التنقل، ويتعين عليهن أن يكنَّ برفقة أوليائهن الذكور.

وقال أن هذه الممارسات الشاده المفروضة على النساء من قبل سلطات الأمر الواقع والتي تقييد حريتهن المكفولة بالقانون إلا برفقة محرم كوصي وألا تصبح عرضة للعنف عند نقاط التفتيش والمضايقات، والاحتجاز التعسفي والتعذيب، وأشكال أخرى من سوء لمعاملة من قبل قوات الأمن بالإضافة الى التطورات الخطيرة التي شهدتها بعض المحافظات في احتجاز عددًا كبيرًا من النساء على أساس انتمائهن السياسي أو المعارضة، وتم استخدام التهم الجاهزة المتمثلة في الدعارة من أجل منع النساء الأخريات من المشاركة السياسية.

وأعتبر البيان إن جميع أطراف النزاع ارتكبوا انتهاكات ضد المرأة ردًا على أعمال النساء المتعلقة بممارسة حرية التعبير وحرية التجمع، مشددًا على ذلك أدى إلى إحداث تأثير مخيف، ووقف المظاهرات والاحتجاجات الناشئة التي تقودها النساء للمطالبة بحقوقهن.

وقال البيان "نقول تمثل المرأة نصف المجتمع لكن الحضارة البشرية عاشت فترات طويلة لا تعي حقيقة دور المرأة ولا تمنحها حقوقها العادلة مقارنة بنصف المجتمع الآخر مما أثر في مشاركة المرأة في الحياة العامة ومنتوجها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى