"الأيام" تزور قرية نائية بلحج وتكشف عن معاناة نحو 40 أسرة

> تبن «الأيام» هشام عطيري:

>
تقطن عدد من الأسر حتى هذا اليوم أماكن ليست صالحة للعيش في محافظة لحج، ولا تزال هذه الأسر حتى اليوم في لحج تسكن في العشش في منأى وبُعد عن الحداثة والتطورات التي يتمتع بها الناس في مختلف مناطق المحافظة.


ويذكر أن هذه الأسر مازالت تستعين في الحطب لطهي الطعام، والخلاء لقضاء حاجتهم، وتعمل تلك الأسر في رعي وتربية الأغنام وجلب المياه من المزارع.


ويعيش هؤلاء المواطنون حالة من البؤس والحرمان، حيث أن أبنائهم لم يعرفوا المدارس ولا القراءة، وتواجه هؤلاء معاناة كبيرة على المستوى المعيشي والأمني والتعليمي والصحي.


عرفت"الأيام" حال هذه الأسر المأساوي في ريف محافظة لحج وذهبت لتنقب عن مزيد من التفاصيل رفقة سعيد علي مرشد سيف رئيس اللجان المجتمعية في قرية النوبة ورئيس جمعية التعاون الخيرية.

وأفاد مراسل "الأيام" أن مايقارب 40 أسرة أو أكثر تعيش في ظروف صعبة وبالغة التعقيد منذ عقود طويلة مضت بهم وبحياتهم البدائية في معزل عن السلطات وأيدي المنظمات الإغاثية.


واستطاعت "الأيام" عبر مراسلها في لحج كشف معاناة تلك الأسر لعل الكلمة تجد سبيلها وصداها في جداول المنظمات والسلطات.

بعد وصول "الأيام" إلى المنطقة وجدت أنه قرب المنطقة من أقرب تجمع سكني في قرية النوبة بمديرية تبن التي تبعد عن منطقتهم بحوالي ثلاثة كيلو مترات؛ إلا أنهم لايزالون يعيشون حياة قاسية، وخاصة مع تقلب الجو خلال فصل الشتاء والصيف، فالعشش التي يسكنون فيها تحميهم من حرارة الشمس يتعرضون لهبوب الرياح التي تعطل لهم طعامهم الذي يطبخونه في العراء بواسطة الحطب، حيث يختلط التراب بالطعام وهو ما يدفعهم أحيانًا للعزوف عن الأكل حتى تنتهي الرياح التي قد تستمر منذ الصباح الباكر حتى المساء.


وتعتمد تلك الأسر في جلب المياه لمنطقتهم بواسطة الحمير بمساعدة الأطفال والنساء باعتبارهم في عادات القرية أصحاب المهمة الرئيسة.


تقول الحجة جمعة علي التي التقيناها في أطراف القرية إنها خرجت مع وقت الفجر للبحث عن المياه، وتوفير الطعام، مشيرة أنها فقدت إحدى بناتها أثناء بحثهن عن المياه، حيث سقطت في إحدى المحافر أثناء جلب المياه ففارقت الحياة.

وتقول إن العشش التي يعيشون فيها لا تنهي معاناتهم مع الرياح والأمطار وهي تطالب بتدخل لبناء مساكن لأهالي المنطقة تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف وتوفير المياه الصالحة للشرب وتوفير الغذاء والفصول الدراسية لأطفالهم.


وفي هذا الصدد يشير سعيد مرشد أن المنطقة تعد معزولة عن العالم فمنازلهم التي يتم بنائها من أشجار المرخ بعد تقطيعها وهي خضراء، تعد مسكنهم وعيشهم منذ عقود، حيث تتفاقم مع معاناتهم وأوضاعهم الصحية نظرًا لقسوة المناخ وسط غياب الخدمات الضرورية.

وأضاف "الأسر في هذه المنطقة فقراء بحاجة إلى منازل للعيش بدلًا عن سكن العشش، مشيرًا إلى أن الأهالي في القرية معتمدين في رزقهم على رعي الأغنام ومحرومين من أبسط الخدمات.


ويكشف سعيد عن قيام إحدى المنظمات بالعمل على إنشاء حمامات وغرف لا تتسع لشخصين قبل فترة طويلة إلا أن هذا المشروع لم يتم استكماله ولم يستفد منه الأهالي.


وأخيرا يأمل أهالي المنطقة التي زارتها "الأيام" أن تصل رسالتهم ومطالبهم للجهات المسؤولة والمنظمات وتوفير السكن لهم بدلا عن معاناتهم في العشش وتوفير المياه النقية الصالحة للشرب وبناء فصلين دراسيين لأطفالهم وضمان التعليم والغذاء لهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى