محللون: زيارة السيسي للسعودية تتضمن الأزمة الأوكرانية وسد النهضة والأزمة اليمنية

> يوسف محمد

> ​تأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية التي بدأها اليوم الثلاثاء، في توقيت بالغ الحساسية، وسط تداعيات متصاعدة للحرب الروسية على أوكرانيا.

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، أن ”الزيارة تأتي في إطار عمق العلاقات المصرية – السعودية وما يربط بين الدولتين الشقيقتين من علاقات أخوة وتعاون على جميع الأصعدة، حيث سيبحث السيسي خلال الزيارة مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين، فضلا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي“.

دعم سعودي

وبحسب برلماني مصري تحدث لـ“إرم نيوز“ شريطة عدم ذكر اسمه، فإن ”الزيارة تأتي قبل اجتماع لجنة التسعير الدورية لأسعار المحروقات في مصر، في الوقت الذي تجاوز فيه سعر برميل النفط الـ 130 دولارا ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 8 سنوات“.

وأوضح المصدر أن ”السيسي قد يطلب من المملكة بحكم العلاقات الوثيقة والأخوية بينهما دعما يمنع تجاوز أسعار المشتقات البترولية في السوق المحلي المصري، بشكل يجعل أسعار السلع والخدمات المرتبطة بها تفلت عن زمام السيطرة، خاصة في ظل مخاوف بشأن زيادة أسعار السولار والذي يتربط بالسلع والخدمات المقدمة في المقام الأول لمحدودي ومتوسطي الدخل“.

تداعيات حرب أوكرانيا

من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير السياسي ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ”الزيارة تأتي بالأساس لبحث التداعيات الاقتصادية المتعلقة بالحرب، فيما يخص ملفات الطاقة والغاز على وجه التحديد، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت حتى الآن في توفير البدائل اللازمة عن الغاز والنفط الروسيين للأوروبيين“.

وحول ما إذا كانت أجندة الزيارة ستتضمن الحديث بشأن ملفي سد النهضة الإثيوبي، والأزمة اليمنية، أوضح الشوبكي في حديث خاص لـ“إرم نيوز“ أن ”الحديث في تلك الملفات دائم ولم ينقطع بين مصر والمملكة، ولكن المتغير الجديد وهو تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، هي الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن“.

تنسيق عربي

السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أوضح أن هناك ملفين رئيسيين للزيارة في هذا التوقيت، وقال في حديث خاص لـ" إرم نيوز" إن "الملف الأول هو تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكيفية التعاون العربي العربي، لتخفيف التداعيات على البلدان العربية“.

وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، أن الملف الثاني، هو ”ضرورة التوصل لتوافق عربي بشأن موقف موحد حال نجاح اتفاق فيينا الذي يسمح لإيران بالعودة للاتفاق النووي“. وذكر أن ”اللقاء بين الرئيس السيسي والعاهل السعودي، سيبحث الموقف العربي حال تم التوصل لاتفاق، لا ينص صراحة على موقف إيران من التدخل في الشأن الداخلي لبعض البلدان العربية“.

ثوابت أساسية

وتتوافق مصر والسعودية على ثوابت أساسية متعلقة برفضهما التام لكل التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية باعتبارها تشكل تهديدا للاستقلال الوطني والأمن القومي العربي وتستهدف الأراضي العربية وسيادتها، وتفكيكا لوحدتها الوطنية.

ووفقا لترسيخ نظرية الأمن القومي العربي، يدعم البلدان المبادرات السياسية والحلول السلمية لأزمات المنطقة في كل من سوريا وليبيا واليمن، بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطني، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بعيدا عن التدخلات الخارجية والمصالح الإقليمية والدولية على حساب دول المنطقة.

علاقات نوعية 

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، اليوم الثلاثاء، ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والسعودية لتصل إلى 8.3 مليار دولار خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2021 مقابل 5 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 66.1%، حيث سجلت قيمة الصادرات المصرية للسعودية 2 مليار دولار خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2021 مقابل 1.6 مليار دولار خلال فترة المقارنة نفسها بنسبة ارتفاع قدرها 21%.

وبلغت قيمة الواردات المصرية من السعودية 6.3 مليار دولار خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2021 مقابل 3.4 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 88.2%.

وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالسعودية 9.6 مليار دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 مقابل 8.5 مليار دولار خلال العام المالي 2018 / 2019 بنسبة ارتفاع قدرها 12.4 %، بينما بلغت قيمة تحويلات السعوديين العاملين في مصر 17.6 مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 مقابل 21.4 مليون دولار خلال العام المالي 2018 / 2019 بنسبة انخفاض قدرها 17.6%.

وتعد مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية المشتركة بين البلدين مثالا ناجحا للتعاون ودلالة على تميز التبادل الاقتصادي، ففي شهر أكتوبر الماضي، وقعت مصر والسعودية عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، حيث يسمح المشروع لكلا البلدين بتبادل ما يصل إلى 3 جيجاوات في أوقات الذروة، وهو ما يوفر إمدادات الطاقة لأكثر من 20 مليون شخص باستخدام أحدث التقنيات لضمان أقصى قدر من الكفاءة.

 إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى