أين العدل الإلهي في هذه الحياة الدنيا؟

> عندما ألتفت يمينا وشمالا وشرقا وغربا، أجد الاختلافات الهائلة بين البشر، وفي كل مكان يتعجب الإنسان مما يرى ويسمع في هذا الزمان.

أتوقف كثيرًا عند مسائل قد تبدو من التوافه، ولكنها في غاية الأهمية والخطورة، فهناك الغني جدًا والفقير جدًا، وهناك صاحب الجاه وهناك الإنسان العادي الذي لا يعرفه أحد، وهناك صاحب الصحة والعافية، وهناك العليل المريض وهناك الوسيم، وهناك عكس ذلك المرأة المتزوجة التي تحلم بالزواج أو التي لديها أولاد، وكذلك هنالك الشعوب المنهزمة والشعوب المنتصرة والشعوب المتقدمة والشعوب المتأخرة.. إلخ، فهناك الكثير من الاختلافات في خلق الله، الله سبحانه وتعالى، وكل إنسان ينقصه شيء يشعر أن السعادة في ذلك الشيء، ولو كان ذلك صحيحا لوجدنا أن هؤلاء الناس سعداء عندما يحصلون على ما ينقصهم، فالفقير يشعر أن السعادة بالغنى والمريض بالصحة.. إلخ، وعندما يحصل على ذلك يبحث عن شيء آخر.. وأخيرا اكتشفت أن كل الأشياء المادية الملموسة تحقق سعادة مؤقتة عند الحصول عليها، ولكن ليس هي فقط طريق الهناء وهدوء البال والراحة الدائمة.

أما السعادة الحقيقية في هذه الحياة، فهي الطمأنينة والأمان التي يحصل عليها الإنسان، مثل السلام وهدوء البال على رأي جدتي رحمها الله، عندما كانت تدعو لأحدهم تقول له (روح الله يهدي بالك) ولم أجد ذلك في الأشياء المادية الأخرى، ووجدت أن هذه الطمأنينة والسلام لن يحققا للإنسان إلا بذكر الله سبحانه وتعالى، لأن الله يقول في كتابه العزيز (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأما تفسيري لذكر الله هو كل عمل ينطلق بعد الإيمان بالله وبوجود هذا الخالق العظيم سبحانه وتعالى من عبادات واستقامة وخلق حسن وقناعة وتسليم بأوامر الله ونواهيه، وكل ذلك من أعمال الذكر.

وهذه الطمأنينة متاحة لكل البشر على وجه الأرض بغض النظر عن اللون والجنس وبلد المنشأ، وهذا في اعتقادي العدل الحقيقي والواقعي في هذه الحياة الدنيا لكل البشر، أما باقي الأشياء المادية وأنها ليست الأصل للسعادة لوحدها، فهي ليست متاحة للجميع، ولهذا فهناك الشيخ الفقير والمقعد وكل منهم مطمئن بذكر الله، بعكس الحاكم الحائر على كل مقومات الدنيا من مال وجاه ولكنه غير سعيد، وسمعت الكثير المفارقات مع البعض من الناس بين الحالة النفسية المضطربة سابقا وبين الهدوء والطمأنينة والسلام بعد الالتزام بذكر الله، أعتقد أن هذا هو العدل الإلهي في هذه الدنيا، لأنه أتاح للجميع الدخول في عالم الطمأنينة والسلام وراحة البال، لذا فإن علينا أن نراجع أنفسنا ولنعلم أن ذلك أمانة في رقابنا وهي راحة بالنا وأنفسنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى