المناداة بالتسامح والتفاهم

> وضع المناداة بالتسامح والتفاهم على رأس الأولويات مع احترام حرية الضمير لكل إنسان والاعتراف بالحق في الاختلاف والاعتقاد، هو قاعدة المواطنة المتساوية وأساس السلام، وأحد أهم سُبل تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد.

إن التسامح يعني عفو الإنسان وحلمه عمن يؤذيه ويسيء معاملته أو يختلف معه في الرأي والعقيدة، أي هو القدرة على التفاعل الاجتماعي وإدارة الخلاف بصورة تعترف بالآخر ولا تلغيه أو تهمشه، حيث إن لغة العنف هي إلغاء الآخر بينما لغة التسامح تعني الاعتراف والقبول بالآخر.

إن التسامح يؤدي إلى التعايش ورؤية كل واحد شريكاً محتملاً للتعاون لها انعكاسات إيجابية طيبة على الفرد والأسرة والمجتمع، ويؤدي إلى شيوع الأمن والأمان.

ومن ناحية أخرى تساهم المناداة بالتسامح والتفاهم في تعزيز مهارات الاختيار الصحيح عند الأفراد، فلا تجعلهم أمام طريق واحد مسدود كما هو الحال لدى مريدي ثقافة العنف، وأنها تساهم في تخليص الفرد من الضغوطات النفسية التي تسيطر عليه نتيجة التفكير في الانتقام وهو ضد طبيعة الإنسان وفطرته الخيرة، وبالتالي تجعل الفرد المتسامح يتمتع بصحة نفسية عالية وتزداد قدرته على العمل والإنتاج والخدمة وتتضاعف كفاءته الذاتية على العطاء، وتساهم في تطوير المجتمع نحو الافضل.

يتفق الجميع على أن المناداة بالتسامح والتفاهم تبدأ من الأسرة، فالأسرة هي اللبنة الأولى في البناء الإنساني، فإذا كانت علاقات الأسرة تقوم على لغة التسامح والتفاهم وتعليم الأبناء الكثير من أمور الحياة عن طريق التربية والتوجيه الصحيح، فإنها ستخلق فيهم الالتزام بمكارم الأخلاق وحبهم للعدالة واعترافهم بحقوق الآخرين وتعزز لديهم مفهوم الوحدة والتعاون في ظل التنوع والاختلاف وحب الآخرين واحترامهم وتمني الخير لهم، والابتعاد كلياً عن التنافس.

إن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى تعزيز هذه الثقافة كي لا تطغى في المجتمع ظاهرة التعصب والتطرف وانتهاك حرية الآخرين.

إن اختلاف الناس من حيث الدين والرأي والفكر والجنس والجنسية.. إلخ، لا يفسد للود قضية، وهي سنة الحياة التي لا تحيد ولا تتبدل، أما تعاملنا معها هو الفارق، لذا يظل النقاش هو حوار عقول، والمودة هي حوار عواطف، وأي خلاف في وجهات النظر حري ألا يذهب بالمودة والمحبة ويجردنا من إنسانيتنا ليأتي بالعداء والإضرار بالآخر، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى