​وضع العربة قبل الحصان

> المجتمع الدولي ومنه الغربي مجتمع المراوغة والنفاق وتقديم مصلحته فقط فوق كل اعتبار آخر.
لا وجود للوسطية لدى المجتمع الدولي الغربي بالذات وخاصة في السياسة والاقتصاد، فهو يقدم مصلحته فقط ولا ينظر للآخر نظرة عادلة تستحق أن تكون منطلقاً لبناء شراكة تحفظ مصالح الجميع، أما في مشرقنا واليمن بالذات والمملكة كذلك فالقفز على الواقع سمة متأصلة ابتداء من المبادرة الخليجية اليمنية (مبادرة الهضبة الزيدية) فلقد صممت لإغفال جذر المشكلة الحقيقية وهي فشل الوحدة التي تمت بين دولتين ذات سيادة في 22 مايو 1990م، وكذلك أغفلت قضية المذهبية السياسية وصراعها التاريخي شمالاً (قضية حروب صعدة).

تحركت الأمور نحو الانحدار بسبب تجاهل لب المشكلة وتطورت إلى ما نحن فيه اليوم بدخولنا العام الثامن حرب من دون أي بارقة أمل للعودة إلى فهم المشكلة وفي فهمها والإقرار بذلك يكمن الحل.
أربعة مبعوثين دوليين لليمن ولا يزالون مع المجتمع الدولي يبحثون في مشكلة السلطة والمعارضة والمبادرة التي وقعت لأجلها.

ولم يلتفتوا إلى أن واقع وأطراف المبادرة لم يعودوا كما كانوا عند توقيعها، ولذلك يصرون على مشاورات ماراثونية لبحث ملفات أمنية وعسكرية وهي أساسا ليست السبيل الصحيح للحل أبداً.

الإقرار بتقديم الحل السياسي والتفاوض بشأنه أولا قبل كل شيء هو كفيل بمعالجة الترتيبات اللاحقة التي تصبح سهلة لأن الأساس تم التوافق عليه وهو الحل السياسي، أما المجتمع الدولي وبقية المحنطين من الأحزاب فاقدة الأهلية والمملكة إذا استمروا في وضع العربة أمام الحصان فلن يتم السير للأمام مطلقا، وهذا ما نشاهده للأسف مستمراً ونحن على عتبات دخول العام الثامن للحرب اللعينة.

السياسة أولا وثانيا وثالثًا هي الكفيلة بالتقدم ووضع نهاية للحرب داخليا وخارجيا، وبدون تقديم التفاوض السياسي على ما دونه (فإذا تم الحل السياسي) تصبح هذه الشؤون الأخرى متفرعة من الشأن السياسي وليست العكس كما تصر شرعية الإخوان ذات الثلاث الأوراق (المرجعيات الثلاث) تصبح سهلة وممكنة التنفيذ من خلال نجاح الحل السياسي أولاً.

العالم يضطرب من حولنا وله تأثيره في جميع النواحي وخاصة بعد معركة روسيا والناتو وأوكرانيا، ونحن لا نزال نقدم العربة قبل الحصان ونظل ننتظر منه أن يسير، وكيف سيتأتى له ذلك وهناك عقبة أمامه تعيقه عن الانطلاق.

إن التداعيات للحرب الأخيرة قد تجعل ملف اليمن منسياً وهذه كارثة ما بعدها كارثة.
ونناشد التحالف قبل كل شيء النظر بعين سليمة وليست ذات حول، ونقصد سياسياً لأن مصيبتنا بالحول السياسي الذي لا يرى حتى الآن أن العربة موضوعة أمام الحصان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى