الطاقة وملف اليمن.. مسؤولون غربيون يتقاطرون على دول الخليج

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يتوافد المسؤولون الغربيون هذه الأيام على منطقة الخليج، كما لم تهدأ الاتصالات الهاتفية بزعماء ومسؤولي دول المنطقة، في محاولة لإقناعهم بضرورة التدخل لتحقيق قدر من التوازن في أسواق الطاقة، رغم صعوبة ذلك لدوافع مختلفة.

ويستعد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك السبت لبدء جولة تشمل قطر والإمارات، وسط أنباء عن زيارة يجري الترتيب لها لوزير الخارجية الأميركي إلى السعودية، ومن المرتقب أن تحدث قبيل انعقاد الاجتماع المقبل لتحالف أوبك+ الذي تقوده الرياض وموسكو في الحادي والثلاثين من مارس الجاري.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زار في وقت سابق كلا من الرياض وأبوظبي على أمل إقناعهما بضرورة التدخل لكبح أسعار الطاقة الحالية، بيد أن جولته لم تسفر عن أي اختراق، حيث تتمسك الدولتان باتفاق أوبك+ الحالي والذي يقضي بزيادة متدرّجة وطفيفة في الإنتاج.

وتقول أوساط سياسية إن التحركات الغربية صوب المنطقة لا تقتصر أهدافها فقط على ضبط أزمة الطاقة المتفجرة حاليًا للحيلولة دون ركود اقتصادي عالمي متوقع، بل تندرج أيضًا في إطار سعي حثيث من هذه الدول لاستبدال الغاز والنفط الروسيين، وبذلك حرمان موسكو من عائدات مالية مهمة تدعم حملتها العسكرية في أوكرانيا.

وفرضت الدول الغربية على روسيا عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، لم تحدث حتى في حالة كوريا الشمالية وإيران، لكن موسكو لا تزال حتى الآن متماسكة في وجه تلك العقوبات، ومن ذلك قيامها مؤخرًا بدفع فوائد مستحقة بقيمة 117 مليون دولار في المهلة المحددة، الأمر الذي قاد إلى تراجع خطر تخلف موسكو عن سداد ديونها، وهو ما كانت حذرت منه الأوساط المالية الدولية مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.

روبرت هابيك: الغرب عاجز عن معالجة معضلة الطاقة
وتعتبر الأوساط أن الحل البديل المتوفر حاليًا هو إقناع دول الخليج بالتدخل، وإن كانت جميع المؤشرات لا توحي بأي تفاؤل على هذا الصعيد.

وصرح وزير الاقتصاد الألماني قبيل جولته الخليجية "إن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وضعت قضية أمن الطاقة في قلب المناقشات الدولية".

وقال هابيك إن قرار تطبيق حظر فوري على واردات الغاز الطبيعي والنفط من روسيا بسبب حربها في أوكرانيا يتأرجح بين القلب والعقل، بين العاطفة والتفكير، وأضاف: "إذا اتبعت مشاعري فقط، فسأقول على الفور: لنستغني عن كل شيء" مضيفًا أنه يشعر بالتزام شخصي تجاه الشعب الأوكراني والرئيس فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أن هناك طريقًا للخروج من هذه المعضلة "ألا وهي: تأمين الإمدادات ثم المضي قدمًا".

وطالب هابيك بتعاون دولي وأوروبي للتحول السريع نحو الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة بدلا من الوقود التقليدي. وقال إن القطريين والإماراتيين يملكون عوامل المشاركة في هذا التحول.

ومن المنتظر أن يلتقي هابيك السبت في العاصمة الدوحة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ومن المقرر أيضًا أن يُجري محادثات مع وزراء قطريين. ويواصل الوزير الألماني جولته إلى الإمارات الأحد، حيث يعتزم مقابلة العديد من الوزراء. وبحسب وزارته، سيرافق هابيك وفد اقتصادي رفيع المستوى في الجولة التي تستمر حتى الاثنين المقبل.

ويرى مراقبون أن حصر الوزير الألماني زيارته إلى قطر والإمارات دون أن يشمل ذلك السعودية لا يخلو من دلالات سياسية، حيث إن الحكومة الألمانية تتجنب إحراج تعرضها لرفض مباشر وصريح، خصوصًا وأن الرياض سبق وأن أظهرت إحباطها من برلين بعد أن مددت الأخيرة حظر توريد الأسلحة إليها، بداعي الحرب في اليمن.

ويرى مراقبون أن تواتر زيارات المسؤولين الغربيين لدول الخليج على أمل إقناعهم بضخ المزيد من النفط والغاز، يعكس عمق الأزمة التي يواجهونها سواء كان في إخضاع موسكو حتى الآن، وأيضًا بالنسبة إلى اقتصاداتهم المعرضة لخطر الركود.

ويشير المراقبون إلى أنه من غير الوارد أن يطرأ أي تغيير على مواقف الإمارات والسعودية بشأن زيادة المعروض من الخام، حيث إن الأسعار الحالية تخدم مشاريعهما الطموحة، كما أنهما تبديان حرصًا على عدم الانخراط في الصراع الجاري بين الغرب وروسيا ومتمسكتان بالبقاء على مسافة واحدة من الجميع.

في المقابل فإن قطر التي تحرص على تقديم نفسها على أنها حليف وثيق للغرب، ليس بمقدورها توفير الإمدادات المطلوبة، وبالتالي فمن غير المرجح أن تكون لهذه الزيارات تأثيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى