مبادرة ضبابية للحوثيين من مسارين تستهدف إحراج السعودية

> صالح البيضاني

>
أشارت مصادر لصحيفة "العرب" الللندنية في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، إلى أن مبادرة الحوثيين مؤشر واضح على وجود مسارين حوثيين منفصلين؛ أحدهما يمثله الوفد التفاوضي برئاسة ناطق الجماعة محمد عبدالسلام، والآخر يمثله الجناح العسكري المرتبط بالحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر ويتلقى تعليماته من طهران لرفع وخفض مستوى التوتر بقدر ما تقتضيه مصلحة إيران السياسية في ظل مفاوضاتها المستمرة في فيينا حول الاتفاق النووي.

و​رجحت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن يكون هدف التصعيد الجديد للحوثيين هو خلق المناخ الملائم عسكريا وسياسيا لتقديم مبادرة لوقف إطلاق نار مؤقت تهدف إلى إحراج السعودية والإيحاء بأنهم ساعون إلى التهدئة، وفي نفس الوقت تهميش مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي رفضها الحوثيون ويريدون لقاءات في دولة محايدة ما يسمح لهم بالمناورة وربح الوقت ويمنع إظهار الرياض في صورة المبادر إلى الحوار.

وقالت المصادر السياسية إن المهم بالنسبة إلى الحوثيين ليس محتوى المبادرة، وإن كانت ستقدر فعلا على ضمان الهدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وإنما فتح النقاش حول المبادرة واستثمارها في الجدل الذي سيفرض على المبعوثين الأميركي والأممي والوسطاء الإقليميين وتناسي القضية الأهم، وهي وقف الهجمات الحوثية على أراضي السعودية.

وسبق للحوثيين أن أفرغوا مبادرات أممية وإقليمية تخص فتح المطار والمرفأ من أي محتوى بتخليهم عن تنفيذ الالتزامات المطلوبة منهم، وهو ما يجعل المبادرة الجديدة بلا جدوى، خاصة في ظل تمسك السعودية بوقف الهجمات على أراضيها واعتبار أي تفاهمات لا تحقق هذا المطلب غير ذات جدوى.

من جهة ثانية لم تستبعد مصادر يمنية أن يكون التصعيد الحوثي مرتبطا باحتياجات استراتيجية إيرانية أكثر من ارتباطه بموقف الحوثيين الرافض للمشاركة في مشاورات الرياض.

وقالت المصادر إن التصعيد الحوثي الذي يستهدف إمدادات الطاقة السعودية مرتبط بمحاولة إنضاج مشروع إعادة إيران إلى خارطة مصدري النفط في العالم على وقع الأزمة المتصاعدة بين الغرب وروسيا وتعزيز رغبة واشنطن في البحث عن بدائل للطاقة الروسية وفي مقدمة ذلك رفع العقوبات عن طهران، وهو الأمر الذي يتبناه جناح مؤثر في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى