استقبال رمضان في ردفان.. يأس وبؤس وأزمات قلبية

> ردفان «الأيام» رائد محمد الغزالي:

> استنكار لاستمرار صمت الانتقالي إزاء معاناة الشعب
> "التحالف والشرعية والانتقالي شركاء في خلق الأزمات"

يحل شهر رمضان الفضيل على الأمة العربية والإسلامية وبلادنا ترزح تحت وطأة الحرب وتبعاتها للعام الثامن على التوالي، فيأتي الشهر الكريم هذا العام في ظل ظروف معيشية صعبة بل هي الأسوأ في تاريخ البلاد.
راجح الحالمي
راجح الحالمي

ففي المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص، أحدث ارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية وتدهور الخدمات حالة من الاحباط لدى المواطنين البسطاء، حيث وصل حال الكثير من الأسر الفقيرة إلى ما دون مستوى القدرة الشرائية، فيما يستمر تنصل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي عن مسؤولياتهم الاخلاقية تجاه المواطن الذي لم يطالب سوى بالعيش الكريم.

"الأيام" أخذت انطباعات الشارع الردفاني بمحافظة لحج عن الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل من خلال عدد من اللقاءات.

وهيب ناصر أحمد، مواطن ردفاني أجاب عن كيفية استعداده لاستقبال الشهر بأن: "أبناء الجنوب بصورة عامة وأبناء ردفان بصورة خاصة يستقبلون شهر رمضان في وضع استثنائي وصعب جدا من كافة النواحي والسبب يعود للتحالف لأنه بالصراحة سلم البلاد لعصابات مافيا هي التي تتحكم في كل شيء في ظل صمت مريب من الانتقالي الذي فوضناه".
وهيب ناصر
وهيب ناصر


وأضاف: "لكي نخرج من هذا المستنقع يجب على الانتقالي الجنوبي أن يتحمل المسؤولية الكاملة بكل شجاعة وينتصر لمطالب الشعب في المناطق الجنوبية المحررة ويقدم عمل ملموس مثل سحب الوزراء المحسوبين عليه من حكومة المناصفة الفاشلة الفاسدة أو حتى يلوح بتعليق عملهم أما السكوت المريب فإنه يعتبر خذلان هذا من ناحية ومن ناحية أخرى للأسف هناك تجار لا يخافون الله ولا رسوله فبمجرد ما انفجرت الحرب في اوكرانيا إلا والاسعار في العالي تحت ذريعة الحرب، ولهذا نطالب السلطات المحلية في المديريات بتكثيف النزول وتشديد الرقابة على بعض التجار الذين لا يخافون الله".

وقال مجاهد راجح الحجيلي: "نستقبل رمضان ونحن متحسرين من الوضع المزري الذي وصلت اليه البلاد بسبب القيادة التي لم تهتم بالمواطن، رمضان هذا العام سيختلف عن سابقاته فأسعار المواد الغذائية نار والكثير من المواطنين فقدوا القدرة على شراء ما يحتاجونه من المواد لان الغلاء الفاحش طال كل شيء والمواطن هو الضحية لهذا التدهور أما القيادة لا يهمها ما يحدث للمواطن، لانهم مرتاحين ولديهم كل شيء".
مجاهد راجح
مجاهد راجح


الغلاء كسر ظهر المواطن البسيط وجعله طريح الجوع

ومن جانبه قال المواطن رائد البيه: "يهل علينا شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف معيشية مزرية، فانهيار العملة وغلاء الأسعار الفاحش وغياب الخدمات قسمت ظهر المواطن وجعلته طريح الفقر والحرمان يطوقه الجوع من كل جانب".

فرحة استقبال الشهر الكريم التي كانت في الماضي، كما يشير إليه، تحولت في الحاضر إلى كابوس تعاني منه كل الأسر، فالمائدة الرمضانية التي كانت معروفة وارتبطت بوجدان الشعب سوف تتقلصـ، بل تغيب هذا العام في ظل الغلاء المخيف وبصعوبة تصارع الأسر من أجل البقاء فقط.
رائد البيه
رائد البيه

وتابع: "لقد كان البعض يطالب بصرف الرواتب واليوم حتى وإن تم صرف الراتب مضاعف لن يحل المشكلة لأن الوضع مأساوي جدا وأسعار المواد الغذائية وصلت إلى حد الجنون فاصبح الراتب لا يساوي أمامها شيئًا، فمثلا الموظف التربوي الذي يستلم 40 ألف ريال أو المتقاعد العسكري الذي يستلم 25 ألف ريال ماذا يعمل ودبة الزيت لوحدها بـ 60 ألف ريال فمن أين يبدا بتوفير متطلبات الأسرة ناهيك عن الذين ليس لديهم راتب شهري".

الوضع المأساوي لا يقتصر على الأسر الفقيرة، فحتى الطبقة المتوسطة لم تعد قادرة على مجاراة الارتفاع المستمر للأسعار ما جعلها تطحن وتضم إلى قوائم الفقر والجوع،

فهناك أنفس أتعبها الجوع وأرواح أرهقها البؤس عزيزين النفس يبكون دون دموع يصارعون لوحدهم بعدما انصدمت أحلامهم بالواقع الأليم والبؤس المرير، فبحجم الأحلام التي كانت تتوق لاستعادة دولة كان الخذلان وأصبح الحصول على دبة زيت وكيس طحين وأسطوانة غاز غاية المنى.

شاكر جابر الجابري
شاكر جابر الجابري
ويقول شاكر جابر، بأن شهر رمضان المبارك لهذا العام يأتي في ظل أوضاع اقتصادية متردية وغلاء معيشي طاحن اثقل كاهل الجميع وفي ظل انقطاع الرواتب خاصة للمؤسستين العسكرية والأمنية التي ينتمي إليها الكثير من أبناء الجنوب، وأضاف: "فيما يتعلق بموظفي الدولة للقطاع المدني فحدث ولا حرج فقد أصبح الراتب لا يفي بأبسط مقومات الحياة في حدودها الدنيا، حتى وإن كان يأتي بانتظام، لكن هذا الراتب فقد قيمته بعد انهيار قيمة الريال واضرب مثلا: راتبي قبل الحرب كان ما يعادل الف وخمسمائة ريال سعودي أما اليوم فقد أصبح لا يساوي سوى ثلاثمائة ريال هذا وخدمتي اثنين وثلاثين عاما، فما بالك بالبعض الذي راتبه لا يساوي مائة وخمسين ريالا.

إذا نحن قادمون على مرحلة صعبة جدا جدا وشهر كريم نعجز فيه عن توفير الحد الأدنى من متطلباته".

وأردف يقول بأن كان لديه أمل بأن تتحسن الأوضاع خلال العام 2022، "تبخرت كل الآمال بعد سبع سنوات عجاف من الحرب ونحن في الثامن في مناطق تسمى محررة لكننا نذوق فيها اسوأ انواع الحصار في ظل صمت مريب وطاعة عمياء لمن فوضناهم ووليناهم أمورنا، فلا كهرباء ولا مرتبات ولا مشتقات نفطية ولا غاز ولا خدمات صحية ولا يبدوا أن هناك أفق مشرق في نهاية الطريق وفوق كل ذلك صرنا لا نأمن على أنفسنا خاصة في العاصمة عدن من القتل، نسأل الله أن يرحمنا ويرفع عنا الغلاء والوباء والفتن ويسلط جنده على الظلمة والقتلة ويزلزل الأرض تحت أقدامهم وينتقم ممن أوصلنا إلى هذا الحال المزري".

راجح علي راجح السعدي، يرى بأن شهر رمضان يتطلب من العبد المؤمن الحرص على استغلاله لاستلهام القيم الروحانية وتجسيدها على واقع حياتنا من أجل السلام والإنسانية والتراحم، "لكن في الحقيقة ان شهر رمضان هذا العام يأتي وسط ظروف معيشية واقتصادية لا مثيل لها على الاطلاق فالارتفاع الجنوني للأسعار قد اصاب المواطن بمقتل وحركة الاسواق اصبحت مشلولة وهناك من اجبرتهم الظروف المعقدة إلى اللجوء إلى التسول في الشوارع، لقد تسببت الاوضاع المعيشية بأزمات قلبية للعديد من الاشخاص"، يقول راجح.

واشار إلى ان شهر رمضان في هذا العام لا يتطلب على المواطنين البسطاء وذوي الدخل المحدود الصبر على الجوع والعطش بل والى جانب الصيام بات عليهم الجهد المضاعف من أجل توفير متطلبات الافطار والبحث عن غاز والصراع من أجل البقاء.

وقال: "كل تلك الأسباب ستضعف نكهات الأمسيات الرمضانية واللقاءات، فحسبنا الله ونعم الوكيل، هذا الوضع السيء يتحمله التحالف بقيادة السعودية والإمارات الذي يسيطر على ثروات الجنوب ويفتعل سياسة التجويع عبر الادوات المحلية وهي الشرعية والانتقالي فلا سبيل أمامنا كشعب لإنهاء هذا الوضع السيء سوى الهبة الشعبية".

عبدالملك حسين عثمان، عضو مجلس محلي بمديرية ردفان، أشار في حديثه لـ "الأيام" إلى أن رمضان هذا العام يأتي ونفوس الناس محبطة جدا بسبب الانهيار الاقتصادي الفظيع.
عبدالملك حسين عثمان
عبدالملك حسين عثمان


وقال: "كان الناس قبل احداث الحرب الاخيرة يفرحون بقدوم شهر رمضان المبارك لأنه شهر الرحمة وتقرب النفس الى الله ويستطيعون شراء المتطلبات، ولكن هذا العام بشكل خاص سلب الغلاء من عامة الشعب نشوة الفرحة لان هناك عجز عن شراء المتطلبات والاحتياجات الرمضانية فالصائم يصوم أكثر من نصف يوم ويحتاج الجسم إلى تعويض من الغذاء المناسب".

وأضاف أن "المرتبات غير مستقرة والعملة منهارة والخدمات متردية ولقد لاحظنا بأم أعيننا أشخاص وصلوا إلى مرحلة يأس واحباط بل ان هذه المرة انضمت ازمة غاز الطبخ المنزلي لتشكل عبئا كبيرا على حياة المواطنين الفقراء فهذا التدهور لن ينجو منه إلا الهوامير، في الحقيقة ما يحدث للناس من ظنك معيشي بمثابة ظلم كبير ارتكبه من يديرون شؤون المحافظات الجنوبية وسيحاسبون أمام الله على هذا الظلم الذي ارتكبوه بحق الشعب الذي أمنهم على حياته ولكنهم خذلوه وتسببوا بتجويعه"، مناشدا الخيرين إلى التدخل لإنقاذ حياة الفقراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى