الهدنة وزكاة الفطر للمتشاور

> سبع سنوات اكتملت من الحرب اليمنية من نهاية مارس 2015م حتى نهاية مارس 2022م.. حرب ساخنة عاشها الناس في كل أرجاء البلاد واستفاد منها تجار الحرب وصناع الأزمات ومرتزقة الأوضاع الراهنة.

كشفت هذه الحرب عن أسرار ودوافع اشتعال نيرانها، وستأتي اللحظة لسبر أغوارها وسقط الوطن كله بفعل الحرب، وقبله سقطت الوحدة ونظامها، وظل رموز تلك الحقبة المأزومة يتصدرون المشهد حتى في ظل انهزام منظومتهم الحاكمة الهشة والكارثية، واستمروا بانتهازية إلى يومنا هذا، لذلك عانى الجنوب وعدن من تلك الحقبة والمنظومة السياسية وعناصرها وقادتها، واحترق الجنوب بنارها وتكبد معاناة طويلة منها.

خلال سنوات مضت اهتز الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي من تفجير حرب أخرى وبمعطف السلالية وعدوانية حرب أخرى على الجنوب وعدن، واستطاعت عدن هزيمة هذا العدوان في أقل من شهرين لتتخلص من عباءة نظام العسكر والقبيلة لتواجه نظاما قبليا آخر يؤمن بالحق الإلهي والعصبة الإمامية.

انتصرت عدن والجنوب (عسكريا)، لكن بؤر ومستنقعات وحواشي الفتن وبثوب الزهد والوطنية ظلت تعشعش في مكامن الصراع الجنوبي الجنوبي، مخلفًا آثار الوجع، ويرمي صناع الفتن بظلاله كالعادة لخلق مزيد من المعاناة في الداخل الجنوبي وفي أرضه، وصارت عدن والجنوب وعاء متسعًا لكل عناصر الفتن والدسائس وصناع الأزمات والحروب، وإقلاق السكينة والطمأنينة، وتكدير معيشة المواطن.

وتحول الجنوب لمنطقة قابلة للقادمين إليها فكرًا ونظامًا (ولى عهده)، وعادات وتقاليد، ووسائل، وجماعات وأسر، مما زاد الطين بلة، وانهارت عدن والجنوب تحت ضربات كوارثهم وعبثهم.

اليوم هل يصحو الجنوب وعاصمته عدن؟

وفي ظل مهزلة التشاور الذي بدأ ولم ينتهِ جلساته وما كان لهذا التشاور ألّا ينطلق إلا للحفاظ على ماء وجه صناع الأزمات والحروب، وحضورهم بثمن مدفوع.

فلقد أطل على العالم أجمع راعي الحل ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة بتصريح أعلن فيه عن هدنة لمدة شهرين تتوقف فيها آلة الحرب، وصادق عليها رئيس الجمهورية وأعلنها وزير خارجيته، وبارك لها العالم أجمع.

لقد فجر هذا الإعلان عن الهدنة وما تبعها من إجراءات يتخذها المعنيون وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك فجر ارتياحا عميقا لدعاة السلام.

لذلك، فإن تطبيق هذه الهدنة بحاجة إلى أدوات حقيقية لتنفيذها على الأرض بعيداً عن عناصر العقدة وانتهازيي الحل والعقد.

إن الهدنة وما تبعها جاءت نتاج عمل ولقاءات وحوارات سرية كشف البعض منها في مسقط وعمان ولم يكن نتاج تشاور الرياض 2، لذا نتساءل ماذا سيتمخض عنه هذا التشاور الذي جمع ما يقارب 1000 متشاور، (أكبر تشاور في التاريخ البشري) لا يمت للحل السياسي النهائي بصلة، وقد جاء الحل المؤقت من خارجه، إنها عملية تخدير ليس إلا مدفوعة الثمن، وفي هدية زكاة الفطر في الشهر الكريم، واللهم إني صائم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى