الانتقالي والجنوب ومؤتمر الرياض

> لا اعتقد أن يكون لوصف مؤتمر الرياض ،، بـ التشاوري ،، أي تأثير على أهمية الحدث وما سوف يبني على مخرجاته ويصدر عنه ، كما لا تعني النواقص التي رافقت التحضير بما فيها حالة الغموض وغياب الأسس والمعايير المنظمة لهكذا حدث إن ليس للجهة صاحبت المبادرة والاستضافة والتنظيم أهداف سعت لتحقيقها من خلال عقد المؤتمر ، وربما يكون العكس هو الصحيح ، اذا لا يستبعد أن يكون اعتماد سياسة الغموض والصدمة ، واتباع خطوات وإجراءات اتسمت بالعشوائية والارتجال وغياب الأسس والقواعد المنظمة عملا مخططا أريد من وراه تحقيق غايات وأهداف مخططة ، وكانت ضرورية لتجنب حدوث مفاجآت والخروج عن السيناريو المرسوم .

وبشكل عام يمكن القول وقبل أن يسدل الستار على جلسات المؤتمر أن انعقاده قد شكل فرصة هامة لكل الأطراف ولكل من تمت دعوته للمشاركة فيه ، وتبقى طبيعة الاستجابة ومدى الاستفادة مرهونة بإرادة وقدرات وحرص كل طرف .

لقد حظيت مبادرة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدعوة للمشاركة في المؤتمر باهتمام سياسي وشعبي واسع ، وتأييد وقبول من دوائر عدة ، وتناول عام اتسم بالتنوع والاختلاف .. بالتفاؤل والحذر .

أنصب اهتمام الشارع الجنوبي العام بمختلف مكوناته واتجاهاته على معرفة مقاربة صاحب المبادرة للمشاركة الجنوبية في المؤتمر ، من حيث تعاطيه مع قضية الجنوب ودوره وتطلعات شعبه ، الى جانب حجم ومستوى تمثيله في المؤتمر، خاصة بعد أن حضي قرار المشاركة في المؤتمر بالقبول والتأييد العام .

ومن الطبيعي القول أن التفاعل والاهتمام بالحدث يتصاعد مع الاقتراب من لحظة الإعلان عن نتائجه ، وبأي صيغة كانت ، وتحت أي مسمى.

ولا شك أن وراء هذا الاهتمام حرص على معرفة حقيقة الرؤية التي تتبناها الدول الأعضاء في مجلس التعاون وبالذات المملكة العربية السعودية تجاه التسوية السياسية للوضع في اليمن.

والثابت أن ما يتطلب الانتباه والاهتمام والتعاطي معه بجدية هو أن مخرجات المؤتمر سيكون لها ما بعدها ، وعلى كل صعيد ومستوى.

لا ارغب في استباق الأمور بالتكهن بما قد يسير . والشيء البارز هو وجود حالة من القلق والتململ ، ووجود أسئلة تحتاج لمن يرد عليها .

ربما لا أقول جديدا اذا ما قلت أن المطلوب اليوم وبإلحاح شديد لمواجهة وضع ناشئ وتململ عام يتمثل في :

عودة قيادة المجلس الانتقالي الى عدن بعد المؤتمر مباشرة ، لتباشر عقد لقاءات عامة في كل محافظات الجنوب ، لتوضح للشعب ما دار في المؤتمر. وتقييمها لنتائجه ، وطبيعة التصورات والرؤى التي قدمتها للمؤتمر باسم الجنوب ، مطلوب أن تعرض لمن منحوها الثقة تصورها لمواجهة الاستحقاقات القادمة ،، والمطلوب عمله على صعيد تماسك الوضع الجنوبي الداخلي ، بالاستفادة من الزخم الذي نجم عن لقاءات الرياض .

ولا ريب أن الكل يدرك أهمية أن تقف هيئات الانتقالي امام تقييم شامل لمستوئ وفعالية مشاركة الانتقالي في مؤتمر الرياض ، وفي ضؤه تستخلص المطلوب عمله استعدادا للاستحقاقات القادمة .

سيكون مفيدا ومطلوبا لو توافقت بعض او كل الاطراف الجنوبية التي شاركت في مؤتمر الرياض علئ وقوفها مجتمعة امام حصيلة مشاركتها في المؤتمر بما لها وعليها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى