رغم عظم التآمر لإرادة الجنوبيين الحرة تعظيم سلام

> استهلال:

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد

ولا يدوم على حال لها شان"1"

من المعلوم لنا ومن سجلات تاريخ أحرارنا أننا شعب يرفض الضيم مهما كان مصدره، وأن شعب الجنوب شعب حر أبي وعصي جدا على الترويض وصعب جدا جدا على التدجين، وكل ذلك لا يعني أننا شعب يرفض السلام وتستهويه الحرب وقعقعة السلاح كما يحلو لأعدائه أن يصوروه كلما راح يطالب بحقه المشروع في استعادة دولته الجنوبية المغدور بها في وحدة العام 1990م.

اليوم وبحسب مرسوم بروتوكولي وبمصادقة ومباركة إقليميه وأممية يتم جر شعب الجنوب إلى شوط آخر من الذل والهوان وتحت يافطة الامر الواقع المفروضة على صنعاء وأعني بها يافطة (البند السابع)، وتحت شعارات إعادة الأمن والاستقرار أو بعبارة أكثر دقة وتنطبق تماما مع شعاراتهم وهي إعادة الروح لنظام صنعاء بكل منظومته السياسية والطائفية والقبلية الهمجية الفاشلة حقا، ورغما عن إرادة مواطنيهم هناك.

وأنا هنا أوافق المجلس الانتقالي الجنوبي في موافقته للذهاب إلى مشاورات الرياض"2" التي قد انتصفت الأيام المحددة لانعقادها ولا لوم علي الانتقالي في ذلك، ولا أعتبره قد تسرع فهي كما أوضح أكثر من قيادي في الوفد المشارك أو غير مشارك أنها ليست مفاوضات، بل إنها بحسب مسماها البروتوكولي ذلك مجرد مشاورات ليس إلا، ولعمري إن هذا لا يعفينا كمتابعين لمجرياتها من التنبيه إلى خطورة هذه المشاورات إذا أريد لها أن تتجاوز المحور الرئيس للمشكلة في اليمن ألا وهي القضية الجنوبية، وبكل شفافية متى استشعر وفد الانتقالي المشارك تجاوزا كهذا فعليهم إعلان انسحابهم الواضح منها، وإني على يقين جازم بأن شعب الجنوب بكل أحراره لن يتخلى عنهم وخاصة في هذا المعترك الصعب جدا في الجنوب أكثر من أي وقت مضى، وغير ذلك له نتائج سلبية أعرف أن قيادة الانتقالي أكثر دراية منا بها بعيدا عن روح المحاباة التي لا نفع منها أبدا.



الخلاصة:

ذلك هو التاريخ فيه الدرس وفيه العبرة، وذلك هو تاريخنا الذي يخصنا نحن كشعب جنوبي بدرجة اولى نستلهم منه كل نتيجة ايجابية خاصة واننا نخوض في معتركات مصيرية شتى تتجدد فيها عزائمنا لنيل ما ارادته لنا ارادتنا الحرة ان نكون عليه، وقبل ذلك ما اراده الله لنا في صميم تلك الارادة التي يجتمع عليها كل الجنوبيين، وبعيدا جدا عن كل هوان اراده لنا الآخر أيا كان.



خاتمة:

أين الملوك ذوو التيجان من يمن

وأين منهم أكاليل وتيجان؟

وأين ما شاده شداد في ٳرم

وأين ما ساسه في الفرس ساسان؟

وأين ما حازه قارون من ذهب

وأين عاد وشداد وقحطان؟"2"

هامش

الاستهلال"1"والخاتمة"2"من قصيدة للشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى