لم ينتهِ شيء بعد

> لا تؤخذوا على بعضكم، وتحملوا بعض أيضًا، قرارات الرياض صدمة وهزة عنيفة في عقولنا وخواطرنا، بين ممتعض وبين مذهول وبين أعجم وأبكم وبها علقم وطويلها أقزم.

ندرك أن الانقلاب الكبير حصل علينا نحن، خابت آمالنا وما زال حلم الناس في السلام بعيدا. وكلها مكاسب خاصة وثراء وتسويات لا تصل إلى أوجاع الناس ولن تجدي مع حفنة هرمة وبعض التطييبات التي أرضت البعض في الجنوب خاصة، الهزة التي حدثت أربكت الجميع وما زال البعض لم، يفق بعد.. هي حسابات ودفاتر قديمة جديدة أرادها التحالف وفقا لقياسات محلية وإقليمية بها ما بها وعليها ما عليها، إنما كما قال المثل (من يده تحت الرحى ما دارها) ونحن خارج القرار المحلي والإقليمي و لا صوت ولا يد لنا فيما يرتكب فينا من أذى ومواجع.

نحن نتبع وسنظل وخاصة في حضرموت أناس صُلع في صحراء وتأكل رؤوسهم الشمس، ونبحث عن ظل فلا نجده لأننا كلا يقتلع الغصن الذي يظلل الآخر وهو يدرك أن الاثنين في نهار شمس حار، هكذا هي حضرموت عجزت سياسيا ومعنويا عن إيجاد طريق ودور، وانتفخت بالوهم وغاصت في الوحل ونهبها أهلها هدية لغيرها، وأضعفوها عمدا لا سهوا.

لا تؤخذوا على أنفسكم في نزاعات وصدامات ومواجهات بين من يشمت وبين من يضحك وبين من يستهزئ، نحن قوم أردنا أن ننتكب وننتكس وليس لنا من دون ذلك بد.. لا نقسوا على أنفسنا بين معارض ومؤيد وبين منتظر ومقترب، هناك مسافة علينا أن نقطعها ونسير وحدنا بها، ولن يكون معنا لا السعوديون ولا الإماراتيون إطلاقًا.. نحن نعرف معالم الطريق ولو أعيننا مغمضة.

نخفف التصادم بيننا. القصد من الرياض وتجمعه السيء والمذل من وجهة نظر الجنوب أن نتصادم وأن نخوض حربا أخرى تضع وزرها على وزر الأخرى ونتشرذم من دون حلول للجنوبيين أولا ولغيرهم، بالتأكيد فالسلام نجربه أولا ونتذوقه ليس مجزأ بين شق من دون شق ولا حلول وحرب النوايا السيئة مخفية.

قالوا (من أكل حق باعطوة يغني له قدر صوتين)، لكن الشعب كله لم يأكل حق باعطوة وعافها من زمن وأن من طعم البعض فمعظمنا نظيف اليد والسان والجيب، ومن طعم حق باعطوة ليس دليلنا في رحلة العودة ما بيننا وبين التحالف أن يتخلوا عن فكرة أن السلام سيخرج من معاطفهم، وأنهم يملكون مفاتيح إطفاء الحرب، هذا فيه بعض الصحة وفيه بعض النقصان أيضا، لكنه في مجمله غرور مبني على القوة وليس التحالف النقي، وما بينته الأيام كان جليا وما ستظهره في ما بعد قرارات الرياض ليس كله واضحًا ومترجمًا ترجمة جيدة أبدا. هناك غموض وسحب غريبة تظهر، ولنا في دول مجاورة مثال.

كنا نبحث وما زلنا عن حلول تسكب على النار فتطفئها، كنا من قبل نعرف الطريق ونقدر، ولكن ما بعد الرياض وليلة القرارات ربما نشهد مرحلة ما بعد الرياض وصعوبة ما هي هذه المرحلة. لم ينتهِ شيء بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى