تَوَقَع ما تتمناه

> لقد وهبنا الله العديد من القوى لنبني العالم بها ونعمره، ومن بينها هي قوة التخيل. فكما أن لعضلات الجسد القدرة على الرفع والدفع، الأخذ والعطاء، الهجوم والدفاع، فإن لخيالنا قوة ضاربة قادرة على تغيير الواقع وتهوين الشديد وتقريب البعيد وتليين الحديد، بل تحقيق ما كنا نعتبره من سابع المستحيلات.

نحن لسنا أسرى عالم الطبيعة، بل أحرار قادرين على تغيير قانون الطبيعة عبر قوانا الروحانية ومنها معين خيالنا الذي لا ينضب، وبه نُخرِج ما بداخلنا بمختلف الطرق والوسائل فتتنوع عطائنا بتنوع مهارتنا في إظهار مخيلتنا للعالم.

فهناك من يكتب لغة خياله من يرسم ويدمجه بالألوان.. من يعزف أجمل الالحان.. من يروي قصصاً لينير درباً؟ من ينعش الفكر بأبيات أشعاره.. من يبني، يصنع، يؤسس كل جديد ومفيد، والآخر يُبدع في مجال العلوم.. وغيرهم من يشجع ويرافق ويغرس القيم بموهبة الخيال نستطيع أن نخرق القيود وندمج الواقع مع الحلم بطريقة نحافظ فيها على المرونة والاتزان الداخلي لتوفير طاقتنا نحو الإبداع واكتشاف أبعاد جديدة ومجالات مختلفة، وبدمجه مع قوة التركيز والاهتمام تنمو الفكرة، ثم تتحقق حين نطبقها بقوة الإرادة والعمل، فهما صانعي الخيال.

نحن نصل لأعلى درجات النفوذ والتأثير حينما نوحد كل أدوات القوة التي لدينا الخيال، الفكر، التركيز، الاهتمام، التعبير، البيان، الإرادة والعمل معاً ونصبح مُلهمين، وما أروع هذا الإلهام حينما يكون منصباً في خدمة مجتمعنا وبنائه ونؤديه بقلب كبير مفعم بالحب والبهجة والعطاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى